أخبار متعلقة
بعد غد الاثنين، يبدأ صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني أول زيارة رسمية لزعيم سعودي إلى روسيا الاتحادية بدعوة من الرئيس فلاديمير بوتين.الزعيمان أمامهما جدول كبير من المواضيع التي تحتاج الى رؤية من دولتين لهما ثقلهما على الصعيدين الدولي والإسلامي، إضافة إلى أنهما يمثلان استراتيجية اقتصادية مشتركة من حيث إنتاج النفط، فالمملكة تحتل المركز الأول عالميا ثم روسيا الاتحادية على التوالي، وإذا تضافرت الجهود لأمكن تغيير المعادلة وتدعيم أوبك على سبيل المثال بثاني أكبر منتج للنفط."اليوم" حرصت على استطلاع مختلف جوانب الرؤية الروسية لزيارة سمو ولي العهد لموسكو، والتقت بسفير روسيا الاتحادية بالرياض الدكتور أندريه باكلانوف الذي رحب كثيرا بالحوار وكان حريصا على نقل رؤية بلاده وانطباعاته عن مختلف القضايا.. وكان هذا اللقاء.
@ كيف ترون زيارة صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز الى روسيا الاتحادية؟
ـ زيارة سمو ولي العهد لروسيا الاتحادية هي ظاهرة مهمة لتطوير العلاقات بين البلدين في المرحلة الجديدة المقبلة، بعد ان تجاوزنا مرحلة مهمة جدا في السابق وهي مرحلة تطبيع العلاقات، والان يتم التشاور بين المملكة وجمهورية روسيا الاتحادية بكافة الامور السياسية المتعلقة بموقف البلدين بالمنطقة والتطورات الاخيرة في العالم، كذلك فيما يتعلق بسياسة البلدين، وكذلك الطرفان مستعدان لتطوير علاقاتهما الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية. وطبعا زيارة سمو الامير عبدالله بن عبدالعزيز لروسيا الاتحادية ولقاؤه مع الرئيس بوتين سوف يساهمان في دفع العلاقات بين البلدين وتطويرهما في المستقبل العاجل في كافة المجالات.
@ هلا حدثتمونا عن ابرز المواضيع التي ستبحثها القيادة الروسية مع سمو ولي العهد؟
ـ بطبيعة الظروف الراهنة في المنطقة ستتم مناقشة وتشجيع عملية السلام في المسار الفلسطيني والاسرائيلي وايضا (الاسرائيلي السوري) و(الاسرائيلي اللبناني) ولروسيا الاتحادية دور خاص في عملية السلام في منطقة الشرق الاوسط وهي احد راعيي عملية السلام بعد مؤتمر مدريد عام 1991م وبعد ذلك لعبت جمهورية روسيا الاتحادية دورا مهما وخلال الاشهر الماضية اشتركت روسيا الاتحادية في اللجنة الرباعية التي قدمت مشروع خارطة الطريق ومن الضروري حاليا ان يتم التشاور بين البلاد المهمة والفعالة لتنشيط عملية السلام بمنطقة الشرق الاوسط، بالاضافة الى ذلك فروسيا الاتحادية عضو دائم في مجلس الامن. والمملكة العربية السعودية لها دور فعال في المجتمعين العربي والاسلامي، وسيتم التشاور خلال الزيارة حول كيفية مواصلة مكافحة الارهاب الدولي وفقا للقرارات الدولية. من جانب آخر ستناقش ضمن زيارة سمو ولي العهد العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين وسبل تطويرها خلال المراحل القادمة.
@ هل سيبحث في الزيارة موضوع انضمام روسيا لمنظمة المؤتمر الاسلامي؟
ـ روسيا الاتحادية دائما تناقش امورها السياسية المهمة مع البلدان العربية والاسلامية ومنذ السابق يوجد حوار مستمر مع منظمة المؤتمر الاسلامي والان تجري الدراسة بالنسبة للاشتراك الجديد في شكل من الاشكال في نشاط منظمة المؤتمر الاسلامي.
@ وما الدوافع وراء هذا الطلب الروسي؟
ـ بالنسبة للاسباب وراء تقديم الطلب فهي واضحة جدا، فالعلاقات بين روسيا والعالم الاسلامي كانت ومازالت طيبة جدا ويوجد في روسيا الاتحادية أكثر من عشرين مليون مسلم. وفي الفترة الاخيرة كان هناك حوار مستنير بين الحكومة الروسية وممثلي منظمة المؤتمر الاسلامي وتمت زيارة ناجحة جدا لأمين عام منظمة المؤتمر الاسلامي لجمهورية روسيا تلبية لدعوى تلقاها من وزير الخارجية الروسية. وبطبيعة الحال علاقة روسيا بالدول الاسلامية قديمة وقوية جدا.
@ هبطت في مطار المدينة المنورة سابقا طائرة روسية كانت مخطوفة وقد تعاملت السلطات في المملكة معها بالشكل المطلوب أمنيا.. من خلال هذه التجربة كيف تقيم روسيا الاتحادية تعاون المملكة في مكافحة الارهاب؟
ـ طبعا تقييمها تقييما عاليا في كيفية التعاون الامني حينذاك بين السلطات السعودية والجهات الروسية المختصة. وقد شكر الرئيس الروسي بوتين خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والشعب السعودي الكريم على هذا التعاون.
@ هل هناك نية لدى الشركات الروسية في الدخول في المنافسة للحصول على عقود الغاز في المملكة؟
ـ في بداية هذه السنة كان وزير الطاقة الروسية في زيارة للمملكة ونقل خلالها استعداد أكبر الشركات الروسية للمنافسة على عقود الغاز. وروسيا ليست فقط منتجة للنفط بل توجد لديها خبرة كبيرة جدا في الغاز وبدأت في استخراج الغاز منذ أكثر من 60 عاما. ولها تجربة استثنائية في توصيل الغاز من روسيا الاتحادية الى اوروبا الغربية وايضا الى مناطق اخرى مختلفة في العالم. وكل ذلك يمثل شهادات بالنسبة لامكانيات شركات الغاز الروسية للاشتراك في مشاريع المملكة.
@ كيف ترون تطور التعاون الاقتصادي بين روسيا والمملكة؟ وهل هناك زيادة في هذا التعاون مستقبلا؟
ـ هناك جانبان للاجابة عن هذا السؤال.. فالجانب الاول نستطيع ان نقول اننا في بداية الطريق لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ونحن الان نعمل سويا مع المملكة لتجهيز القاعدة الملائمة لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية والصناعية بين البلدين، وفي شهر اكتوبر من السنة الماضية قد تم تأسيس اللجنة المشتركة الحكومية بين البلدين للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والعلم ومنذ ذلك الوقت فنحن نعمل على التنسيق للتوسع في العلاقات التجارية بين البلدين، اما الجانب الآخر فمن الضروري عمل الاساس القانوني للعلاقات الاقتصادية بين البلدين، وهناك عدد من المشاريع الاقتصادية بين البلدين نتوقع ان توقع في المستقبل ومن شأنها ان تلعب دورا مهما في علاقات البلدين التجارية.
@ روسيا الاتحادية من الدول المنتجة للنفط من خارج اوبك.. مامستوى تنسيقكم مع منظمة اوبك عموما والمملكة خصوصا في مجال حصص الانتاج؟
ـ بالنسبة لاوبك فنحن في السنوات الاخيرة عملنا بنظام المشاورات بين وزارة الطاقة والشركات النفطية الروسية ومنظمة اوبك. وتمت هناك زيارات في الآونة الاخيرة لعدد من المسئولين في منظمة اوبك لروسيا وابدوا سعادتهم بما رأوه في الشركات النفطية في روسيا. واما بالنسبة للتنسيق مع المملكة فالتشاور وثيق جدا فيما يخص السياسة النفطية والغازية في العالم وقد أيدت روسيا الاتحادية فكرة انشاء السكرتارية الدائمة للمنتدى العالمي الاقتصادي في الرياض للتنسيق بين الدول المنتجة للنفط والمستهلكين له، وقد اشترك الوفد الروسي في اجتماع بهذا الخصوص مؤخرا في الرياض.
@ ما مستوى التنسيق بينكم وبين المملكة فيما يتعلق بالملف العراقي؟
ـ مشكلة العراق لم تنشأ في هذه السنة أو العام الماضي فهي منذ وقت طويل، وخلال السنوات الاخيرة كان هناك تنسيق مستمر بين البلدين حول الملف العراقي وهناك تشابه كبير في وجهات النظر للبلدين حول هذه المشكلة، فيما يخص ضرورة الاستقرار في العراق وكذلك روسيا الاتحادية والمملكة هما ضد استخدام القوى في حالة المشاكل السياسية، والآن نحن نرى انه من الضروري ان نفكر لكي نجد بأي شكل من الاشكال حلا لكي يلعب مجلس الامن والامم المتحدة دورا اكبر في مستقبل العراق والتشاور في روسيا والسعودية حول هذا الملف سوف يستمر.
@ ما الموقف الروسي بالنسبة لمشكلة تسليم المجرمين بين البلدين؟
ـ من الجهة الاولى من الضروري لكل من الطرفين الاعتراف والاحترام الكامل بالنسبة للالتزامات وفقا للقرارات الشرعية الدولية من جهة ثانية نفكر الآن في امكانية ترتيب لاتفاقية خاصة بين البلدين بالنسبة لهذه المشكلة بين الطرفين.
الرئيس بوتين - باكلانوف