تستعد مجلة بيج إيشو لتقديم حل جذري لمشكلة التشرد المتنامية في اليابان. وتأمل المجلة في إقناع الشعب الياباني بأن شراء المجلة بـ 200 ين سيمكنها من المساعدة في وضع حد لمشكلة التشرد المتنامية في اليابان والتي يتردد كثير من الشعب الياباني في الاعتراف بها.
وفي ظل الإحصائيات الرسمية التي تشير إلى وصول عدد المشردين في اليابان إلى 25.700 شخص وهو رقم قابل للزيادة، قال الفريق الذي تبنى المبادرة إن هناك حاجة واضحة للتعامل مع هذه الأزمة غير أنهم اعترفوا بأنه لا يمكن في الوقت الحالي ضمان نجاحها.
وتقول مديرة تحرير المجلة ميكو سانو إن فكرة شراء شئ من شخص في الشارع بصرف النظر عن المشردين ستجعل البعض يعتاد على ذلك.
كما يقول رئيس تحرير المجلة جون بيرد والذي يؤمن أيضا بهذه الفكرة إنه يتوقع ألا يكون الأمر سهلا حيث اعتاد اليابانيون على مناقشة مشكلة كانت متواجدة منذ عقد مضى.
وستظهر مجلة بيج إيشو أولا في شوارع العاصمة طوكيو ومدينة أوساكا في 11 سبتمبر القادم حيث ستصدر نحو 30 ألف نسخة من المجلة يشتريها 200 بائع مشرد.
ويأمل الكثيرون في أن تصدر المجلة ثلاثة أعداد آخرى قبل نهاية العام لتتضمن العديد من القضايا، ولتغطي المدن الأخرى بحلول عام 2004. ومن المتوقع ألا تمثل جودة المضمون الذي ستحتوي عليه المجلة مشكلة في ظل مشاركة صحفيين بريطانيين وصحفيين آخرين بالمجلة في استراليا وجنوب إفريقيا ونامبيا في كتابة مقالات بالمجلة.
وبرغم الساعات الطويلة التي يقضيها العاملون بالمجلة وبرغم عزمهم وتصميمهم إلا أنهم غير مقتنعين بانهم سيتمكنون من إقناع اليابانيين بالفكرة.
وأوضحت سانو أن العديد من كبار السن اليابانيين يتسمون بالعداء إزاء المشردين لاعتقادهم بأنهم كسالى. كما ان الإعلام الياباني يكشف عن مزيد من القضايا الخطيرة بين الشباب من صغار السن، حيث يروي الإعلام أقاصيص عن عمليات اغتيال وعنف ضد المشردين. وأطلق على هذه العمليات اسم اصطياد المشردين.
وبصرف النظر عن كل ذلك، فإن إقناع المشردين أنفسهم بان فكرة مجلة بيج إيشو قد تساعدهم في التخلص من أزمتهم تعد تحديا آخر يواجه المجلة. ويقول السيد سانو : اعتقد أن البائعين أنفسهم يتشككون في احتمال نجاح هذه المباردة. فالمشردون في اليابان لا يمكن مقارنتهم بالمشردين في بريطانيا، حيث يرى المشردون اليابانيون أنهم لن يكونوا قادرين على البيع. فهم لا يعتقدون أن بإمكانهم عمل ذلك و يرجع السبب إلى أن قارئي المجلة من صغار السن.
وأوضح السيد جون بيرد أنه في الوقت الذي يعاني فيه بعض المشردين من مشاكل تتعلق بالمخدرات وشرب الكحوليات فإنهم أيضا بحاجة إلى المساعدة لتخليصهم من المشاكل الذهنية.
ويرغب بيرد في أن تساعد المجلة في التخلص من أزمة التشرد في اليابان كما حدث في بريطانيا حيث وصلت مبيعات المجلة إلى 300 ألف نسخة في الأسبوع.
وأضاف: اعتقد أن أول شيء يجب فعله هو أن يدور حوار بشأن التشرد وأن نبرهن على أن هناك حلا لأزمة المشردين.
