قررت الإدارة الأمريكية التفاوض مع مجلس الأمن الدولي على تشكيل قوة متعددة الجنسيات تحت قيادة أمريكية لتشجيع الدول الأخرى على المساهمة بقوات وأموال. وذلك مع مقتل جنود أمريكيين بصورة شبه يومية بالعراق.
ويقول دبلوماسيون ان واشنطن تأمل مع تولي بريطانيا حليفها القوي الرئاسة الدورية لمجلس الامن في أن يقر المجلس مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة وذلك قبل الأسبوع الأخير من سبتمبر عندما يلقي الرئيس الأمريكي جورج بوش كلمة أمام المؤتمر السنوي للجمعية العامة للامم المتحدة. وقال مسؤول بوزارة الخارجية في واشنطن الليلة قبل الماضية : توصلنا الى نص (لمشروع قرار في الامم المتحدة). واضاف "انه بشأن كيفية التعريف بصورة أكبر بالدور الحيوي للامم المتحدة في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية وكيفية توفير السبل ليقوم اعضاء الامم المتحدة بدعم جهود الشعب العراقي .
ويمثل اقتراح طرحه لاول مرة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في 22 من أغسطس بعد مناقشات أجراها في نيويورك مع وزيري الخارجية الامريكي كولن باول والبريطاني جاك سترو نقطة أساسية في الاقتراح الامريكي. ويقضي الاقتراح بأن تتحول القوات الموجودة في العراق الى قوة متعددة الجنسيات تقرها الامم المتحدة كما هو الحال في كوسوفو على أن تكون تحت قيادة أمريكية.
لكن هذه القوة لن تكون قوة تقليدية مهمتها حفظ السلام وتنظمها الامم المتحدة. فعلى خلاف الوضع في كوسوفو لا تدير الامم المتحدة زمام الادارة بالعراق. والدور الاكبر المنتظر أن تلعبه المنظمة الدولية غير واضح لكن دبلوماسيين قالوا انه قد يشمل تنظيم عملية انتخاب حكومة عراقية جديدة.
وبعد قصف مقرها في بغداد في 19 أغسطس خفضت الأمم المتحدة عدد عامليها الدوليين بالعراق والبالغ 600 الى النصف.
وقررت الولايات المتحدة المضي قدما في السعي لاستصدار قرار بالأمم المتحدة بعد اجتماع بين بوش وباول يوم أمس الأول.
وقال دبلوماسيون ان بريطانيا أعطيت نسخة من القرار المقترح على الفور. أما الخطوة التالية فتتمثل في مناقشة المفاهيم مع الدول الثلاث الاخرى الدائمة العضوية في مجلس الامن وهي فرنسا وروسيا والصين وجميعها دول عارضت غزو العراق.
وتصر الدول العربية والهند وتركيا وباكستان وبنجلاديش ودول أخرى على صدور تفويض واضح من الامم المتحدة قبل أن ترسل قوات للعراق. أما بدون ذلك التفويض فالشكوك تحوم بقوة حول حصول القوة العسكرية الأمريكية بالعراق وقوامها 150 ألف جندي على أي مساعدة.
ويبلغ عدد الجنود غير الأمريكيين بالعراق نحو 21 ألفا فقط منهم 11 ألف بريطاني.
ومن شأن اضطلاع الأمم المتحدة بدور أكبر أن ييسر أيضا الحصول على أموال لمشروعات إعادة الاعمار خلال مؤتمر للدول المانحة اذ أن كثيرا من المانحين لا يشعرون بارتياح إزاء الاحتلال.