يخوض المدافعون عن البيئة معركة كبيرة للحؤول دون بناء خط انابيب لنقل النفط يمر عبر سيبيريا وصولا الى الصين واليابان ويهدد على حد قولهم من خلال عمليات تسرب نفط، بتلويث الثروة الحيوانية والنباتية في بايكال كبرى بحيرات العالم للمياه العذبة.
وطلبت منظمة "غرينبيس" المدافعة عن البيئة من اليونيسكو ادراج بحيرة بايكال على لائحة التراث العالمي المهدد في حين دعت المنظمة غير الحكومية الروسية "بيف" التي تتخذ من ايركوتسك (سيبيريا) مقرا لها، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى التدخل لانقاذ بحيرة بايكال اعمق بحيرات العالم.
ووزع الناشطون في "بيف" خمسة الاف بطاقة بريدية في المنطقة، تندد بالمشروع داعية السكان في ايركوتسك الى ارسالها الى الكرملين. وجاء في نص هذه البطاقات "السيد الرئيس حافظوا على البحيرة! خط انابيب النفط سيدر ارباحا على الشركات النفطية لكنه سيترك السكان المحليين في مواجهة التلوث".
وأعلنت الحكومة الروسية في مارس الماضي نيتها بناء خط أنابيب لنقل النفط لتصدير نفطها نحو آسيا على ان يتجه أنبوب الى الصين والأخر الى اليابان. وسيربط الخط بين حقول انغارسك (سيبيريا الشرقية) وداكينغ في الصين وناخودكا (أقصى الشرق الروسي).
ويفترض ان يمر عبر حوض روافد بايكال وقد يؤدي في حال حصول تسرب للنفط الى تلوث مياه البحيرة التي تشكل وحدها 20% من احتياطي المياه العذبة في العالم. وتؤيد شركة "يوكوس" ثاني منتج للنفط في روسيا وشركة "ترانسنيفت" العامة التي تدير شبكة خطوط انابيب النفط الروسية، ترسيمين مختلفين لخط الانابيب هذا، الاول يتجنب البحيرة الى الجنوب ويمر عبر حديقة تونكا الوطنية والثاني عبر الشمال بمحاذاة خط السكك الحديد بين بايكال وامور.
وترى جنيفير ساتون رئيسة "بيف" "انه مشروع كارثة قد تؤدي الى القضاء على بيئة البحيرة" موضحة ان خطر حصول حوادث تسرب، كبير جدا في هذه المنطقة "التي عادة ما تشهد هزات ارضية وفيضانات وحوادث انزلاق تربة".
ويؤكد يفغيني كيسلوف من المعهد الجيولوجي في اكاديمية العلوم الروسية ان "المشروع لا ينص على اي اجراء فني لتقليل مخاطر تصدع خط انابيب النفط في حال وقوع زلزال".
وحصل المدافعون عن البيئة على دعم مفاجئ من وزارة الموارد الطبيعية اذ خلصت لجنة خبراء الى اعتبار ان المشروعين الاخرين خطران ايضا.
واوضح نائب وزير الموارد الطبيعية كيريل يانكوف خلال اجتماع في ايركوتسك ان "الحل الاول (عبر الحديقة الوطنية) يخالف التشريعات الروسية حول حماية الطبيعة والثاني مستحيل بسبب العجز عن معالجة انعكاسات انفجار محتمل في انبوب النفط بسرعة". لكنه اضاف ان هذه الاستنتاجات لا تعني التخلي عن المشروع. واقترح يوري ايفانوف المسؤول في يوكوس المكلف مشروع خط الانابيب اخيرا، "تغيير وضع الحديقة القانوني" لرفع العوائق القانونية.
وبحيرة بايكال مدرجة منذ العام 1996 على لائحة التراث العالمي لليونيسكو ويطالب المدافعون عن البيئة منذ العام 1998 بادراجها على لائحة التراث العالمي المهدد مشددين خصوصا على التلوث المتواصل الذي تتعرض له من مصنع للورق يعود الى الحقبة السوفياتية.