صادرت اسرائيل أكثر من 165 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية لصالح بناء جدار الفصل العنصري الذي تواصل إقامته في الأراضي الفلسطينية ، في حين اجبر أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني على هجر منازلهم بعد إقامة ذلك الجدار .. وأظهرت نتائج مسح اجراه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني خلال الشهر الماضي أن عدد التجمعات السكانية التي صادر الاحتلال أراضيها من أجل بناء الجدار الفاصل بقرار عسكري احتلالي بلغ 26 تجمعا.
وأشارت نتائج المسح إلى أن مجموع الأسر التي هجّرت من التجمعات التي مر الجدار الفاصل من أراضيها قد بلغ 402 أسرة، منها 113 أسرة في محافظة جنين وحدها، وبلغ عدد الأفراد الذين تم تهجيرهم قرابة ثلاثة آلاف..
وبينت نتائج المسح أن مجموع المباني التي أصبحت داخل الجدار (ما بين الجدار الفاصل والخط الأخضر) وصلت إلى 2483 مبنى، منها 982 مبنى في محافظة طولكرم وحدها.. بينما بلغ عدد المباني المدمرة بشكل كلي 10 مبان، مقابل 14 مبنى تضررت بشكل جزئي..
وبلغت مساحة الأراضي المصادرة من أملاك السلطة الوطنية الفلسطينية أكثر من 40 ألف دونم تركز معظمها في محافظة جنين، بينما بلغت مساحة الأراضي المصادرة من الأملاك الخاصة ما يزيد على 124 ألف دونم تركز معظمها في محافظة القدس .. وكانت معظم الأراضي المصادرة مزروعة بالزيتون.
وأشارت نتائج المسح إلى أن مجموع المنشآت الاقتصادية التي أصبحت داخل الجدار ما بين الجدار الفاصل والخط الأخضر 750 منشأة، منها 473 منشأة في محافظة طولكرم وحدها، بينما بلغ عدد المنشآت المدمرة بشكل كلي 27 منشأة.
وتشير نتائج المسح إلى أن 30 تجمعاً سكنيا فلسطينيا تم فصلها عن المراكز الصحية، و22 تجمعاً تم فصلها عن المدارس، و11 تجمعاً تم فصلها عن بدالة الهاتف، وثمانية تجمعات تم فصلها عن المفتاح الرئيسي لشبكة المياه، وثلاث تجمعات تم فصلها عن المحول الرئيسي لشبكة الكهرباء.
وقالت منظمة العفو الدولية التي تتخذ من لندن مقرا لها: إن بناء اسرائيل لجدار أمنى في الضفة الغربية يعمق التأثير الاقتصادي المعوق للقيود الصارمة التي تفرضها على تنقل الفلسطينيين ، وقالت المنظمة في تقرير لها : إن الجدار الإسرائيلي وهو سياج إلكتروني يعلوه سلك شائك في معظم المناطق وجدار إسمنتي في مناطق أخرى له عواقب اقتصادية واجتماعية خطيرة على اكثر من مائتي ألف فلسطيني في البلدات والقرى القريبة حيث يعزل السياج عشرات من القرى الفلسطينية عن باقي الضفة الغربية أو عن أراضيها الزراعية.
ويخشي الفلسطينيون أن يؤدي هذا الحاجز إلى حرمانهم من أراضى الضفة الغربية التي يريدونها كجزء من الدولة المستقلة.
واتهم التقرير اسرائيل بممارسة عقاب جماعي على الفلسطينيين، إلا أن الحكومة الاسرائيلية اتهمت التقرير بأنه أحادي النظرة، وأن المنظمة تجاهلت الحق الأساسي لشعب اسرائيل في العيش في أمان والتزامات الفلسطينيين بمكافحة الارهاب.