أخبار متعلقة
ظاهرة اجتماعية لم نعتد عليها بعد، بحكم العادات والتقاليد التي تلقى بظلالها علينا، بل قد ينكرها البعض باعتبارها خارج حدود اللياقة الاجتماعية، وقد يؤيدها البعض من منطلق شرعي أو كضرورة اجتماعية مطلوبة،كل ذلك ممكن، لكن هذه الظاهرة موجودة وهاهي تكبر وتتسع وتفرض نفسها كأمر واقع انها العنوسة التي تجتاح البيوت، العنوسة التي تقرع أبواب بيوتنا بقوة، ولا نملك إزاءها أي شيئا، لا دراسات ولا بحوثا اجتماعية رصينة، لا أرقاما ولا إحصائيات تدل وتشير إلى الحقيقة!! وان كان هناك من أشار إلى وجود أربع ملايين عانس في بلادنا مع عام 1425هـ.
مجتمع يعيش وتيرة تحديث سريع وباندفاعة عالية تطور عمراني وتطور اقتصادي وتطور تعليمي وتطور على مستوى الهياكل والبنى الإدارية والاجتماعية دون ان نلتفت إلى بعض النتائج السلبية التي تحدث من جراء ذلك مثل تأخر سن زواج الفتاة عندنا، كل شيء مؤجل، فكان لابد للفتاة عندنا ان تخترق طوق العزلة وتبادر إلى طرح مشكلتها عبر القنوات المتاحة، القنوات الشرعية المحكومة بالعقيدة الإسلامية.
ماذا تفعل امرأة ترى قطار العمر يجري بعيداً، سوى ان تلجأ إلى مشايخ فضلاء يعينونها على تجاوز محنتها ويساهمون معها في إيجاد زوج صالح تستند إليه بقية العمر... حتى لا تجد نفسها أسيرة أب متشدد يحرمها حقها الطبيعي والإنساني في تكوين أسرة صالحة وحتى لا تجد نفسها أيضا أسيرة لا حول لها ولا طول.
في قضيتنا لهذا الأسبوع نناقش هذه الظاهرة، نخرجها من دائرة الخجل والحياء إلى دائرة الضوء، مستعرضين آراء مشايخ وأطباء وأولياء أمور وفتيات يعشن المشكلة ننظر في أبعاد هذه الظاهرة دينيا اجتماعيا وصحيا ونظرة الجيل الجديد من إبداء الفتاة رغبتها في الزواج لأبيها وأمها. مستضيفين كلا من: الشيخ عبدالعزيز عبدالله غبيشة الغامدي من مدينة جدة، والشيخ محمد إبراهيم سليمان الحقيل من الرياض والدكتورة فتحية إبراهيم الجامع أخصائية نساء وولادة بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر نستطلع آراء هؤلاء وغيرهم عسى ان يستيقظ ضمير أب متشدد أو أخ مستبد يغير نظرته إلى أخته التي تعد الأيام والليالي الطويلة!!
اخطبن لأنفسكن
في البداية يعلق الشيخ عبدالعزيز عبدالله الغامدي على عدم قدرة الفتاة في مفاتحة والديها وإبلاغهما رغبتها في الزواج فيقول: ان مجتمعنا السعودي محافظ ولله الحمد والمنة في دينه وقيمه، أما فيما يتعلق بموضوع الفتاة وأنها لا تستطيع مفاتحة والديها عن الزواج فهذا أمر طبيعي وأمر لا عيب فيه فالحياء شعبة من شعب الإيمان والبنت الصغيرة البكر مفطورة على ذلك، ولكن إذا علمت من والدتها أو أخواتها انه تقدم فلان لها وهو على خلق ودين لا مانع من إشعار والدها برغبتها في ذلك الرجل، أما إذا كان الوالد أو الولي ديدنه الرفض ورد الخطاب الصالحين منهم فعند ذلك تستشير من تثق بعلمه وتقواه من المشايخ لأخذ التوجيه المناسب، وهو أمر طيب وربما يتاح التوسط بطريقة سليمة وشرعية وليس بعيب ان تخطب الفتاة لنفسها، لاسيما إذا كانت كبيرة ومميزة ولها القدرة على التمييز ولها في أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها أسوة حسنة حينما عرضت نفسها على خير الخلق صلى الله عليه وسلم لما أيقنت بنزاهته وخلقه وأمانته وليس من عيب في ان يعرض الأب ابنته على من يرضاه، ولنا في سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أسوة حسنة، حين عرض حفصة على الصديق سيدنا أبي بكر، ثم على ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين، ثم عرضها على رسول الهدى فتزوجها... والله اعلم.
يترتب على عدم قدرة مفاتحة الفتاة والديها في أمر زواجها أمور كثيرة منها تأخر الزواج عند كثير من الفتيات إلى حد العنوسة.
وهناك تأثيرات سلبية لعبت دورا كبيراً في ذلك ويفندها الشيخ محمد إبراهيم الحقيل فيما يلي: نؤمن بان كل ذلك مقدر ومكتوب في اللوح المحفوظ وكذلك نؤمن ان ثمة أسبابا في إقبال أفراد المجتمع رجالا ونساء على الزواج أو إحجامهم عنه.. والأسباب التي لها تأثير سلبي على عملية الزواج في المجتمع كثيرة منها:
ـ ارتفاع تكاليف الزواج مما حدا بكثير من الشباب إلى صرف النظر عن الزواج لعجزهم عن مؤنته.
ـ قد تشترط الفتاة أو يشترط أهلها شروطا يصعب تنفيذها على الزوج أو على الأقل تثقله، فيحس الرجل من أول الأمر ان هذه المرأة أهلها متشددون فيرغب عنها ويصير إلى غيرها وهكذا في كل رجل يتقدم لها حين يزهد فيها الرجال، خاصة إذا لم يوجد بها ميزات تجعل الرجال يطمعون فيها.
ـ ان تريد الفتاة أو أهلها إكمال دراستها فيكون الرفض جوابا لمن يتقدم لخطبتها ومع تكرار الرفض يظن الرجال أنها لا تريد الزواج، فيتركونها حتى تتمناه بعد ذلك فلا تجده.
ـ ان تكون موظفة واحد أهلها يستفيد من دخلها الوظيفي، وحينئذ لا يريد لها الزواج ولان تلك الفائدة ستنقطع عنه أو يريده لها ولكن يؤخرها حتى يفوتها القطار.
ـ قد يتعلق أهلها بها كأن تكون هي ابنتهما الوحيدة أو تكون أخواتها متزوجات فلا يريدان تعجيل زواجها مما يؤدي إلى رفض الكفء الذي يتقدم لخطبتها حتى يذهب عمرها.
ـ ان يتحجج أهلها بأنها مازالت صغيرة وهي في سن الزواج ويكون المجتمع المحيط بها كالأسرة والأقارب لا يرون تزويج بناتهم إلا في سن معينة يكون في العادة اكثر من المعتاد وقد يحالفها الحظ بعد ذلك وقد لا يحالفها فتمكث دون زواج.
ـ ان توقف الفتاة على أحد الأقارب كابن عمها أو ابن خالها أو نحوهما ويكون ذلك الرجل غير مريد للزواج في الوقت الحاضر فإذا كبرت وأراد من وقفت عليه الزواج رأى أن غيرها خير منها لنفسه فتضيع بسبب ذلك.
ولتلك الأسباب آثار سلبية فهي قد أدت إلى وجود نساء كثيرات كبيرات في السن دون أزواج وضاعت أعمارهن من غير إنجاب أولاد يخلدون ذكرهن ولو نظر العاقل إلى أسباب عدم زواج كثير من النساء في مجتمعنا لوجدها أسبابا تافهة لا تستحق ان يضيع عمر المرأة بسببها وفي مقابل هؤلاء النسوة نجد شبابا كثيرين عاجزين عن الزواج وهم يريدونه وربما وقعوا في الرذيلة أو عاشوا طوال حياتهم دون زوجات وهكذا يخسر المجتمع كثيرا من الرجال والنساء بسبب ذلك.
ويقدم الشيخ الحقيل الحلول المناسبة لذلك ويقول أنها تتمثل فيما يلي:
1ـ التوعية بخطر هذه الظاهرة ونتائجها السلبية على المجتمع بأسرة عبر وسائل الإعلام المختلفة (المقروءة والمرئية والموسوعة) كذلك على أهل العلم والخطباء والوعاظ والمحاضرين تناول هذه الظاهرة ونشرها على مسامع الناس بين الفينة والأخرى.
2ـ تقليل تكاليف الزواج وجعل الزواج ميسوراً لكل من أراده وذلك بإزالة العراقيل والعقوبات وتخفيف الشروط والنفقات من كلا الطرفين الرجال والنساء.
3ـ تشجيع تعدد الزوجات وجعل ذلك أمرا مشروعاً بل مستحباً ومندوبا إليه، فكون المرأة تظفر بزوج متزوج يرزقها الله منه أولاداً خير لها من عيشتها وحيدة محرومة من الزوج والأولاد.
4ـ تغيير نظرة المجتمع إلى المطلقة وتحسين صورتها وإعطاؤها فرصة أخرى لبناء حياة جديدة وتكوين أسرة وللأسف الشديد أن كثيرا من الرجال ينظرون إلى المطلقة نظرة ازدراء وشؤم وهذا من شأنه أن يزهد فيها وهي لا شك امرأة لها إحساسها وشعورها وتريد أن تحظى بما تحظى به غيرها من النساء ولأجل ذلك لابد من حث الرجال على الزواج منهن وعدم تركهن عرضة للهوى والشيطان وفساد الزمان كذلك عليهن أن يقبلن من متزوج فهو خير لهن من الوحدة وفي المقابل على الرجال عدم التشرط وقبولهن ولو كان لهن أولاد واحتساب الأجر عند الله في إعفافهن وحفظ أولادهن إذ إن من أعظم مقاصد التعدد حفظ الرجال والنساء من الوقوع في المحرم.
5ـ المبادرة من الزواج من الكفء إذا تقدم وعدم التردد عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تلك فتنة في الأرض وفساد كبير).
العقم وارد
لا تلجأ إلى وسائط إبداء الرغبة في الزواج بنت السادسة عشرة، وإنما تلجأ إليه بالطبع تلك التي تحس بأن العمر تقدم بها وهي تواقة إلى الأمومة وإشباعها، خاصة أنها من الغرائز التي أودعها فيها الله عز وجل لذا رأينا ان نستطلع رأي الطب وبالذات أصحاب الاختصاص في النساء والولادة من خلال الدكتورة فتحية إبراهيم الجامع، حيث تقول: الإنسان يتعرض لمشاكل جمة نتيجة التغيرات الناجمة عن التغير في العمر من هذا المنطلق يحدث عدم التوازن عند المرأة إذا ما اقتربت من سن اليأس فإذا لم يدركها الحظ بالزواج والإنجاب تبدأ الحالة النفسية عندها بالاضطراب مما يترتب عليها إصابتها بالاكتئاب والقلق النفسي. وتحدثنا عن المرأة والإنجاب بشيء من التوضيح فتقول الدكتورة الجامع:
ـ نسبة الخصوبة عند المرأة تصل إلى القمة في سن الخامسة والعشرين وبعد ذلك تقل تدريجيا حتى سن اليأس ونتيجة للاضطرابات الهرمونية التي تحدث في سن الإنجاب المتأخر يجعل نسبة الحمل في تناقص مستمر وبذلك تزيد نسبة العقم عند المرأة كلما اقتربت من سن الأربعين.
ـ تعتبر الأورام الليفية من أكثر الأورام التي تصيب جسم المرأة وتقدر نسبتها بحوالي 20 إلى 40 % ويكثر وجودها في النساء بين عمر 30 إلى 45 سنة فإذا هناك علاقة بنسبة بسيطة بين هذا الورم وعملية الإنجاب تتراوح بين 2 إلى 10 %، ويرجع هذا الانسداد أو منع التصاق البويضة المخصبة بجدار الرحم، كما ان نسبة الإجهاض التلقائي والولادة المبكرة وتعسر الولادة مصاحبة لهذا الورم، فإذا ما ستؤصل كان له أيضا تأثير سلبي في عملية الحمل والولادة.
ـ مرض بطانة الرحم الذي يصيب النساء في سن 30 إلى 40 سنة تزيد نسبة حدوثه عن السيدات المتزوجات في سن متأخرة وتأجيل عملية الإنجاب بين السيدات ذات الطبقة الاجتماعية الراقية، إلا أن أعراض هذا المرض تختفي عن الحمل وعند بلوغ سن اليأس، وغالباً ما يكون سببا في عقم المرأة وتأخير حملها.
هناك إجماع عام بأن كل امرأة تحمل بعد سن 35 سنة لأول مرة تعد في سن الإنجاب المتأخر، كما أن المرأة حينما تكبر تكبر معها البويضات الموجودة معها في المبايض، مما يؤدي إلى زيادة نسبة إنجاب الأطفال المنغوليين بعد سن 35 سنة، ولا سيما بعد 40 سنة، نسبة إنجاب الأطفال المنغوليين في سن 20 سنة طفلا واحدا بين 1923 طفلا، وفي سن 25 سنة طفلا بين كل 365 طفلا، وفي سن 40 سنة طفلا بين كل 109 أطفال، وفي سن 45 سنة طفلا بين كل 32 طفلا.. ويتزايد الإجهاض التلقائي مع زيادة عمر المرأة، إضافة إلى حدوث الحمل العنقودي ونسبة حدوث التوائم المتشابهة تزداد مع العمر تزايدا بسيطا ينتج عنه مشاكل للأم والأجنة. الأمراض المعلقة بزيادة العمر تزيد نسبتها عند النساء في سن الإنجاب المتأخر وغالبا ما تظهر أعراضها لأول مرة أثناء الحمل مثل ضغط الدم وتسمم الحملي وسكر الدم الحملي ولها أضرار بالغة على الأم والجنين... كما تزيد الولادة القيصرية بمعدل 4 مرات عند الأمهات المتقدمات في السن عن مثيلاتها في سن الإنجاب المبكر، وكذلك الولادة بالملقط والشفط ونسبة وفيات الأطفال حديثي الولادة تزيد مع زيادة عمر المرأة بثلاث مرات بعد سن الأربعين، ومما تقدم ذكره فإن نسبة المضاعفات المرضية للأم الحامل بعد سن الأربعين تزيد بنسبة ثلاثة أضعاف.
وتضيف الدكتورة الجامع فتقول: سرطان الثدي تزيد نسبة الإصابة به بعد سن الأربعين في النساء اللاتي لم ينجبن للمرة الأولى بعد سن متأخر، كما يكثر سرطان الرحم عند النساء الآتي لم ينجبن أو أنجبن عددا قليلا من الأطفال وعند النساء ذات المستوى الاقتصادي العالي، وغالبا ما يحدث بعد سن اليأس وليس قبل، وعلى الرغم مما ذكرت وأثبتته الدراسات العلمية فإن هناك أعدادا كبيرة من النساء وصلن إلى سن الإنجاب المتأخر وهن قادرات على الإنجاب ويمررن بفترات حمل طبيعية لا تقل عن مثيلاتهن من النساء الأقل منهن عمراً، ولوجود المراكز الصحية المنتشرة فإن الاستشارة الطبية قبل الزواج وإجراء الفحوصات اللازمة والمتابعة الحملية لها دور كبير في اكتشاف ومنع المضاعفات وعلاجها مبكرا.
لجنة الراغبين في الزواج
لجأت الفتاة السعودية الراغبة في الزواج إلى عدة وسائط من بينها الإرسال للمشايخ أو تعريفات بذلك الصديقات بذلك وتعريف الأمهات بالخطابات المقربات منهن عن بناتهن إضافة إلى اللجنة الخيرية ودلالة الراغبين في الزواج وإصلاح ذات البين ومقرها مدينة جدة.
وعن أهداف اللجنة الخيرية يحدثنا رئيسها الشيخ عبدالعزيز عبدالله الغامدي فيقول إنها تتمثل في: تحصين الشاب من الجنسين بما احل الله عز وجل، الحد من غلاء المهور، حث الشباب على التمسك بالحلال وعدم السفر للخارج طلبا للحرام، الحد من انتشار الأمراض الخبيثة التي يكون سببها ارتكاب الفواحش مثل الزنا وما شابهه، إقناع الفتيات بالتعدد حسب شرع الله، حث الرجال الذين يريدون التعدد بان يتقوا الله وان يعدلوا بين الزوجات في النفقة والمبيت، تزويج صاحبات العاهات، حيث ان المجتمع يرفضهن إصلاح ذات البين وحل الخلافات الزوجية والعائلية، حيث يوجد تعاون بين اللجنة وبعض القضاة في حل الخلافات تصحيح مفاهيم المجتمع الموضوع التعدد، وانه شرع الله ولا نطيع أعداء الله في محاربة شرع الله نصح كل من أراد التعدد بأن يتقي الله ويعدل من أعطاه رسالته عن العدل في الإسلام.
ضرورة الوسيط
وعن تجاوب المجتمع مع مشروع اللجنة يقول الغامدي: الحمد لله على تجاوب أفراد المجتمع الكبير جدا، لأن الموضوع حساس للغاية والمجتمع في أمس الحاجة للوسيط في هذا الزمان الذي فرق الناس بكثرة مشاغلهم وتباعد مساكنهم واختلاف أجناسهم والوسيط المعروف بالاستقامة هو الذي يقرب بين الطرفين والله الموفق ولعل الدوافع التي جعلت الفتاة تطلب الزواج من غير بيتها كثيراً ومنها الحياة والحياة مطلوب وكذلك تقدم السن وخشية ذهاب القطار دون زواج.
المهر ريال واحدفقط
وعن نسبة الفتيات السعوديات اللاتي يتصلن باللجنة أو يرسلن رسائل يقول الشيخ الغامدي: هي نسبة عالية تصل إلى 75% بين فتيات العالم الإسلامي.. وبخصوص المهر فإنه ولله الحمد اكثر من حالة توسطنا فيها وخفض المهر على سبيل المثال.. رجل طلب مهرا لابنته مقدار 60000 ريال وخفض إلى 20 ألف ريال وهذا من الشفاعة الحسنة التي ينبغي لمن حضر (عقد قران) أن يشفع لله والله الموفق.. واقل مهر كان ريالا واحدا وهذا ليس خيالاً، بل هو واقع وبهذه المناسبة أنصح كل مسلم أو مسلمة ان يتقي الله في السر والعلانية وان يقول خيرا أو يصمت كما اخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم.
مشروع خيري لكل امرأة
ويقول الشيخ الغامدي انه تلقى ردا من الشيخ محمد صالح العثيمين (رحمه الله) عندما بعث إليه لينظر في رأيه وأشاد بالمشروع الخيري الخاص بالقضاء على العنوسة وقال سماحته (نحن نوافقكم على الحث على الزواج والقضاء على العنوسة)، وقد تمكن الشيخ الغامدي من خلال المشروع التوفيق بين 400 حاله خلال 4 سنوات قبل عام 1412هـ، وبعد ان تم استخدام الحاسب الآلي زاد العدد وتضاعف أضعافا كثيرة، والآن تتم حالات التوفيق بمعدل يتراوح بين 7 إلى 8 حالات يومياً وفي بعض الأحيان يتزايد ليصل إلى 15 حالة، ولعل ذلك اكبر دليل على اقتناع الناس وثقتهم في المشروع ووجود عدد هائل يبحث عن الزواج.
زوجات يقفن بالمرصاد
الشيخ الغامدي يعيش مواقف عديدة ويذكر بعضا من غرائبها ويقول الشيخ من بين المواقف الغريبة أروي لكم: قال لي أحد الأزواج ان زوجته تؤكد عليه يوميا عدم زيارة الغامدي، وتقول له أنها تخاف ان أزوجه ومرت الأيام وأخبرت ان زوجها توفاه الله، وإذ بأخيها يأتي يبحث عن زوج لأخته الأرملة، فرجعت بالذاكرة للوراء وقلت سبحان الله.. لذا أقول لكل أخت تعارض شرع الله قد تكونين أرملة أو مطلقة ونقوم بخدمتها بإيجاد رجل صالح. وموقف آخر لرجل أتي زوجته بعد العشاء وظن الزوج المسكين أنها مدعوة لحفلة فرح، لأنها لم تتزين هذه الزينة الا للأفراح والمناسبات وإذ بها تقول له أنني تزينت لك ودهش الرجل وقال وما السبب قالت أخشى ان تذهب للغامدي ليزوجك، فقال جزاه الله خيرا حيث أنني متزوج منذ 15 عاما، ولم أر هذه الزينة الا في المناسبات.
هواتفنا في الخدمة لكل امرأة
ويضيف الشيخ محمد الحقيل بقوله: أما الفتيات اللاتي يردن الزواج ولا يستطعن البوح به حياء وخجلا وهذا وما نحن بصدد الحديث عنه لذا فإنني أرى الحلول تتمثل فيما يأتي:
1ـ توعية الوالدين بأن طلب بناتهن الزواج حق شرعي لهن ولا شيء فيه وكما انه لا عيب ان يطلب ذلك الابن فكذلك لا عيب ان تطلبه البنت من والديها وهذه التوعية عبر كل وسيلة ممكنة كأحاديث الإذاعة والتلفاز وخطبة الجمعة والمحاضرات وغيرها.
2ـ تستطيع الفتاة ان تلمح لوالديها أنها تريد الزواج ولا تصرح ذلك أو تدخل وسيطا من محارمها كأخيها أو عمها أو غيرهما، فيكلم والديها في ذلك.
3ـ الاتصال بشيخ متخصص في ذلك وعرض المشكلة عليه عله ان يجد حلا.
4ـ على الفتاة ان تدعو الله عز وجل ان يرزقها من يحترمها وان تنتظر الرزق من الله.
5ـ جعل الدعاية في كل بلد لمشايخ المهتمين بمثل هذه المواضيع حتى يتمكنوا من الوصول لهم عبر المحاضرات والإعلانات بالمساجد.
6ـ على المجتمع بكل طاقات وقدراته على كل المستويات ان يدعم مثل هذه المشاريع الخيرية.
30 فتاة على باب الخطابة
إحدى خطابات تدعى أم محمد تؤكد ان الفتيات يخطبن الرجال وان لم يكن ذلك بشكل مباشر فتقول أنا لست حديثة بالخطبة والواسطة للتوفيق بين الفتيات والشباب ومن خلال خبرتي أقول ان لدينا فتيات كثيرات واجزم ان عددهن يفوق الشباب، فكل بيت به عدد لا يستهان به، ورغم حفلات الزواج التي تغص بها قاعات الأفراح على مدار العام الا ان ذلك لا يذكر إذا رأينا عدد فتياتنا وبعد ان فاض الصبر بهن عمدنا من 6 أعوام إلى إرسال مكاتيب إلى شيوخ ثقاة يعرضن أنفسهن عليهم أو يطلبن منهم التوجه لرجال صالحين وتم بحمد الله نتيجة لذلك إتمام كثير من الزيجات بهذه الطريقة، كما ان لديه عدداً يفوق 300 فتاة وأعمارهم 20 إلى 35 عاماً، بعضهن تصارحني برغبتها وجزء آخر كلمتني عنهن أمهاتهن بعضهن لا يمانع من الزواج على أخرى واغلبهن يشترطن الرجال الصالحين أصحاب الشخصيات القوية والكلمة المسموعة وبالنسبة للمهر لا تؤكدن عليه وبعضهن لا يردن مهرا وبعضهن ستشتري له سيارة بعد الزواج وتقبل به حتى لو كان راتبه لا يتعدى 1500 ريال وذلك لقناعتها بــ (ظل رجل ولا ظل حيط). وسأذكر بعضا منهن الأولى: ن 28 سنة معلمة إنجليزي، ف 24 سنه معلمة، د (طالبه جامعية) وإنني من خلال (اليوم) أهيب بجميع الشباب الزواج وإذا استطاع العمل بالتعدد فهذا أمر طيب حتى تسعد فتياتنا وعلى النساء ان يتخلين عن أنانيتهن وان يحببن الخير للأخريات كما يحببنه لأنفسهن.
هل توجد قيود أسرية على زواج الفتاة؟