في حياة الأمم والشعوب أيام خوالد، يسعد المواطن بذكراها، لأثرها الكبير في المجريات الحياتية، ونحن في مملكتنا الحبيبة تطل علينا في اليوم الأول من الميزان من كل عام ذكرى يومنا الوطني المجيد، لنستشعر الماضي العريق، ونعيش الحاضر الجميل، ونستشرف المستقبل الزاهر، وبين هذا وذاك نتذكر ما تحقق من إنجازات أشبه بالمعجزات، إذا ما قورنت بالفترة الزمنية القياسية التي أنجزت خلالها، بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بصلابة الرجال وعزائمهم القوية، وسدادة رأيهم، وبها نهضوا بموطن معدم إلى وطن ملئ بكل معطيات الحياة العصرية، بقيادة صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل (رحمه الله واسكنه فسيح جناته)، الذي نذر الغالي والنفيس من أجل وحدة تراب هذا الوطن، فجمع شتاته على قلب رجل واحد ومصير واحد ونهج إسلامي واحد، وأخذ بأهله من دياجير الظلام إلى مشارف العلم والمعرفة، ومن التخلف إلى الرقي، وأسس دولة عصرية متطورة، ويتكرر يوم الوطن كل عام، لنقف مفاخرين بكل ما تحقق على أرضنا من تقدم علمي وصناعي وزراعي واقتصادي ورياضي واجتماعي، لنصل إلى الطليعة مع الدول العصرية المتحضرة.
كما ان الإنسان السعودي وعى دوره تماما، وقام بواجبه خير قيام، تجاه دينه ثم قادته الأشاوس ووطنه العزيز، وساهم إسهاما كبيراً في كل ما تحقق، واصبح الساعد القوي والأمين لقيادته في تحقيق كل ما يصبون إليه.
ومن عهد إلى عهد تزدهر البلاد، فالانطلاقة كانت في عهد المؤسس الباني، وواصل مسيرة البناء والتحديث أبناؤه البررة ملوكنا سعود، فيصل، خالد (رحمهم الله)، وصولاً إلى عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز (يحفظه الله ويرعاه ويسبغ عليه الصحة والعافية)، الذي ترجم بكل معاني الصدق والوفاء وتطلعات الماضي وواقع الحاضر وآمال المستقبل الزاهر بإذن الله.
وإذا كنا نتذكر في يوم الوطن المنجزات والعطاءات والخيرات وسبل العيش الرغيد الآمن، فلابد أن نفكر ملياً في واجبات المواطنة، ونحول الأقوال إلى سلوك وأفعال، فنتبادل العطاء بمزيد من العطاء والوفاء، لنحافظ على مكتسباتنا الوطنية، ونقفز بوطننا إلى الإمام في كل المجالات والاتجاهات.. وأخيرا ً سلمت يا وطني، وسلم قادتنا العظام وأبناؤك الكرام من كل مكروه.
شمال شرق
استراتيجيات وخطط عديدة أعدت ونفذت لآلاف المشاريع، نفذت أو في طريقها للتنفيذ على أرض هذا الوطن الشامخ، تستهدف المواطن، أياً كان موقعه أو مستواه، دون تمييز أو تمايز، وليس كل ما خطط له صحيح، بل منه ما جاء بشكل خاطئ، لأي سبب من الأسباب، وما يهم هو أن نعترف بالخطأ، ولا نتمادى ونسعى إلى تصحيحه والابتعاد عن المكابرة، لأن الأمر يهم الجميع... ولكم تحياتي.