إلقاء نظرة واحدة على التاريخ المتوعك للأفلام التي تدور حول موضوع القراصنة في العقود الأخيرة يكفي لهز أعتى صانعي الأفلام في هوليوود، بيد أن ديزني تغامر للمرة الثانيةخلال سنتين لصنع فيلم عن القراصنة بميزانية ضخمة.
(قراصنة الكاريبي: لعنة اللؤلؤة السوداء) الى صالات العرض برياح الحنين القوية، والمعارك الطاحنة بتأثيرات هذا النوع السينمائي، مما يكفي لتحويل مياه المد لصالحه.
الفيلم بطولة جوناثان ديب في دور القبطان الوغد جاك سباروالذي يريد استعادة سفينته من بحارة أوغاد وغدارين بزعامة جيفري راش. وهو بدوره قبطان نذل الى درجة أنه يحول نفسه الى هيكل عظمي في الليل. المنتج جيري براكهايمر وصف عمل فيلم عن القراصنة بأنه مغامرة جريئة، موضحا أنه يحب دائما أن يتناول مواضيع أفلام سينمائية فشلت في الماضي. وتكهن براكهايمر ان المشاريع السينمائية السابقة من هذا النوع لم تكسب جمهورا لأنها كانت جدية جدا. ويحاول قراصنة الكريبي أن يسخر من كليشيهات أفلام القراصنة، مثل القرود السارقة والببغاوات الناطقة، وميثاق شرف القراصنة، الشديدة المرونة. وقد استغنى براكهايمر حتى عن رقعة العين السوداء التي تعتبر من العلامات البارزة للقراصنة، في فيلمه الأخير. لقد مر وقت طويل على الزمن الذي كانت فيه أفلام القراصنة مؤكدة النجاح على شباك التذاكر، منذ أن انزلق دوغلاس فيربانكس بسكينة على شراع سفينته في فيلم (القرصان الأسود) في العام 1926، وتبارز ارول فلين بالسيف بمرح زائد في كابتن بلوود في العام 1935. وقد تبع هذه الأفلام أخرى عديدة تقلدها، غير أن الكثير منها عانت من الافتقار الى أي جديد. ويقول جان روغوسيسكي، وهومؤلف كتاب عن حقائق وأساطير القراصنة: لقد أخذوا هذه القصص الخيالية وجعلوها جذابة جدا. كلها كانت تحتوي. على مشاهد قتل كثيرة. كل شيء فيها كان نمطيا وأعتقد أنها سببت مللا عند الجمهور. والواقع ان سوء الطالع يحيط بنوع أفلام القراصنة إلى حد أن شركة دريم ووركس رفضت الاقرار بأن فيلمها الكرتوني الجديد (سندباد والبحارة السبعة) هو فيلم قراصنة ـ مع أن الصفة تنطبق على بطل الفيلم ـ البحار الحقير الذي يسطر على كنوز (هل يمكن أن تسميه غير قرصان؟). كما أنه تنطبق عليه صورة معظم أفلام القراصنة: لقد غرق أمام شباك التذاكر. وقد رفضت دريم ووركس حتى اجراء مقابلة صحافية للحديث عن هذا الفيلم.
ويقول ستبلتون (42 سنة) وهو مهندس برامج كمبيوتر: من وجهة النظر التاريخية كل أفلام القراصنة التي صنعت هي قاذورات. إنها لا تحترم التاريخ أبدا، ولكن ليس هذا سبب مشاهدتنا الأفلا. إننا نذهب الى السينما لأننا مغرمون بأساطيرها.
القرصان له صورة متضاربة في مخيلات الناس، فهوموقر كبطل من جهة ومحتقر كإنسان حقير من جهة أخرى. ولاشك ان هناك جاذبية واضحة للإبحار في المياه الاستوائية ونهب ذهب سفن تخص طبقةأرستقراطية نهبتها بدورها من السكان الأصليين والفقراء أصلا. والجانب المظلم القاتم لصورة للقرصان هي البحار الذي يجرفه الجشع والقسوة الى الغدر بأصدقائه وضربهم بالسيوف من وراء ظهرهم ويتصرف بوحشية تجاه النساء وينهب ويدمر القرى الوادعة المسالمة على شاطىء البحر دون سبب. مارك ايفي سياف (قراصنة الكاريبي) الذي نسق الكثير من الأكشن في الفيلم، يأمل أن يجذب الفيلم ويروق النزعة المتمردة عند الناس، وقال: إننا نحب القراصنة ونحب أن نكرههم.