قالت صحيفة صنداي ميرور: ان الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين عرض على القوات الامريكية تأمين خروجه من العراق إلى روسيا البيضاء في مفاوضات سرية مستمرة منذ تسعة أيام. وقالت الصحيفة: إن الرئيس العراقي المخلوع طلب من القوات الامريكية تأمين خروجه من العراق إلى جمهورية روسيا البيضاء مقابل تزويدهم بمعلومات عن أسلحة الدمار الشامل والكشف عن أرصدته السرية بالبنوك التي وضع بها عشرات المليارات من الدولارات نقدا لحسابه.
وأشارت الصحيفة الى أن الرئيس بوش على علم بمسار تلك المفاوضات غير العادية عن طريق مستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس وانها تنسق المفاوضات التي يقودها في بغداد قائد القوات الامريكية في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز.
وكانت الولايات المتحدة قد تعهدت بألا تتفاوض مع صدام حسين أبدا وقالت: انها تريده حيا أو ميتا إلا أن البيت الابيض يأمل في أن تفضي المفاوضات إلى تحديد موقع صدام حسين بدقة. وكشفت الصحيفة عن أن ممثل صدام ذهب إلى مقر القيادة الامريكية في تكريت خلال الشهر الجاري وطلب التفاوض مع كبار المسؤولين واصطحب مجموعة من القوات الامريكية إلى حي مجاور حيث يقطن أحد مديرى أمن صدام كان في انتظارهم.
وقالت: انه جرى خلال اللقاء تسليم المسؤولين الامريكيين رسالة بخط اليد زعم أنها بخط صدام حسين نفسه وكان مدير الامن يحمل جهاز اتصال يعمل بالموجات الاذاعية زعم انه يتيح له الاتصال مع أفراد مع صدام حسين في غرفته كما لوحظ صعوبة استخدام الجهاز. وأضافت انه تم احتجاز الرجل على الفور إلا أن الولايات المتحدة استمرت في تبادل الرسائل مع صدام مستخدمة الموجات الاذاعية ووسائل أخرى.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عراقي قوله: إن صدام قرر السعي لابرام صفقة لانه يائس ومحاصر وصار عدد من لديهم استعداد لايوائه قليل جدا. وقال المصدر: إن صدام لجأ إلى النزول لدى جماعة مسلحة وأجبرهم على استضافته وعندما رحل تلقي المضيفين تهديدا بالقتل إذا نبسوا ببنت شفه.
وأضاف: لاشك في أن الخناق يضيق عليه وأن جهود أتباعه في دفع الامريكان للخروج من العراق لا تنجح مشيرا إلى أن بإمكانهم إحداث اضطرابات أو مشاكل إلا أن هذا لا يقرب على صدام بأي حال العودة إلى الحكم وهو يعلم ذلك الآن.
وقالت الصحيفة: إن المفاوضات سوف تسعى إلى إبقاء خط اتصال مفتوح أطول وقت ممكن إلا أن كلمة واشنطن هي لا اتفاق. واعتبرت الصحيفة ان رسالة صدام الاخيرة التي بثتها يوم الاربعاء الماضي قناة فضائية عربية تتضمن اشارات قوية على انه يرغب في المفاوضات وانه راغب في صفقة. وروت الصحيفة سلسلة من التخمينات حول طريقة تحركات الرئيس المخلوع داخل ا لعراق وتنكره والاماكن التي يحتمل أن يكون قد ذهب إليها منذ إطاحة القوات الامريكية بنظامه في التاسع من إبريل الماضي.
وقالت إن طلبه اللجوء إلى روسيا البيضاء جاء بناء على وجود عدد كبير من أتباعه في تلك الجمهورية التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي القديم.