سجل التاريخ في انصع صفحاته وبحروف لا تمحى ميلاد وطن بيد قائد مظفر تسلح بالايمان وجعل القرآن الكريم وسنة رسوله الامين (صلى الله عليه وسلم) منهجه ونبراسه، فخط ملحمة من ملاحم البطولة والفداء لاسترجاع ملك الآباء والاجداد واعاد الحق الى نصابه، وجمع كلمتها ووحدها على راية التوحيد (لا اله الا الله محمد رسول الله) والتي قام عليها كيان الوطن باقامة دولة شامخة تنشر العدل والمساواة والامن والرخاء والعلم والمعرفة وتصد كيد الطامعين والاعداء.
واليوم الوطني علامة نفتخر بها لهذا الكيان واشارة رمزية الى المجد التاريخي الذي حصل عليه ابناء هذه البلاد من لدن قيادة هذه البلاد منطلقة من منجزات المؤسس الملك عبدالعزيز ال سعود ـ طيب الله ثراه ـ الذي اعد نفسه منذ ان كان صبيا لتحمل اعباء ومسؤوليات هذا التحول الشامل فتسلح بالعلم والمعرفة والقوة والايمان بالله والعزيمة الصلبة وبالحكمة والحنكة وجمع السند القوي من الرجال المخلصين الاوفياء فكان ميلاد هذا الوطن.
وحمل بعده الراية ابناء بررة صانوا العهد وساروا على الدرب وليسجل التاريخ صفحات وصفحات في تاريخ هذا الوطن تزخر كلها بمواقف العزة والشهامة فارتفع البناء ليطال عنان السماء وارتفعت فوقه هامات الرجال بالفخر والاعتزاز بعظمة الانجاز.
فقامت دولة الحق والعدل والخير دستورها الاسلام ومنهجها القرآن الكريم وتصون الحقوق وترعى الذمم وتقيم الحدود وتعمر الارض وتبني الوطن والمواطن وتشد ازر الاخوة والاصدقاء وترد كيد الاعداء وتحمي المقدسات وتخدم الحجاج وترعى ضيوف الرحمن وتدعم المسلمين في كل مكان، فكان لها مكانتها المرموقة وكلمتها المسموعة بين الدول، وها نحن اليوم نعيش عصر النهضة الزاهر والتكنولوجيا مع الفهد المفدى خادم الحرمين الشريفين ـ رعاه الله وسدد خطاه ـ وان ما شهده الوطن من منجزات عظيمة في جميع المجالات يؤكد سلامة الاسس وصلابة القواعد التي قام عليها البناء وتصميم ابنائه على شق طريقهم نحو افاق المستقبل والوصول الى اهدافهم النبيلة.
وفي هذه العهود السخية التي فاضت بالخير والازدهار ولم تتوقف عند انجاز البنى الاساسية التي يتطلبها البناء بل تجاوزته لصناعة مجتمع متوازن محافظ على صلته بتراثه العريق وقيمه الاصيلة رغم تغير الظروف واختلاف الازمان، فقد حافظت المملكة العربية السعودية على اصالتها وقيمها في الوقت الذي حظيت ببناء حداثة عصرية انطلاقا من الثوابت الاسلامية والعربية التي تميزها بين الامم والشعوب لاشك انها صفحة مضيئة مليئة بمقومات الفخر والاعتزاز لكل مواطن يعيش على هذه الارض الطاهرة.
فليتذكر ابناء الوطن تاريخهم المجيد ليكون نورا يضيء لهم طريق المستقبل الزاهر وحافزا على الجد والاجتهاد وحماية المكتسبات ـ باذن الله تعالى ـ ويظل لهذا الوطن مكانته المرموقة بين الاوطان وتظل راياته عالية خفاقة وتسطر في تاريخه صفحات مضيئة.
وفق الله حكومتنا الرشيدة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني وسدد خطاهم على طريق الخير والسداد.
* امين مدينة الدمام