طلب الرئيس الأمريكي جورج بوش من الجمعية العامة للامم المتحدة أمس الثلاثاء المساعدة في إعمار العراق وقال أنه حان الوقت لتنحية خلافات الماضي بشأن الغزو الذي قادته بلاده جانبا. وقال بوش في وسع المنظمة الدولية المساعدة بصورة خاصة في صياغة دستور واعداد موظفين وتنظيم انتخابات حرة في العراق. فيما ندد الرئيس الفرنسي جاك شيراك في كلمته بالحرب الأحادية التي شنتها الولايات المتحدة على العراق، مؤكدا انه لا يمكن لاي كان التحرك وحيدا باسم الجميع .وقال في هجوم لاذع على الحرب التي قادتها الولايات المتحدة من جانب واحد في العراق ان الحرب دفعت بالأمم المتحدة الى واحدة من أخطر الازمات في تاريخها.
وقال: الحرب التي شنت دون اذن مجلس الامن هزت النظام المتعدد الاطراف...لقد مرت الامم المتحدة بواحدة من أخطر الازمات في تاريخها.
وفي كلمة أمام الجمعية العامة التي دافع فيها عن جهوده في العراق قاوم الرئيس الأمريكي دعوات بعض الحلفاء الرئيسيين الى الإسراع باعادة السيادة الى العراق قائلا أنه يريد التوصل اليها بسبل ديمقراطية ومنظمة. واضاف هذه عملية يجب ان تطور وفق احتياجات العراقيين دون ان تعجل بها او تؤخرها رغبات أطراف أخرى.. قائلا: يجب عدم التسرع في عملية نقل السلطة إلى العراقيين او تأخيرها في اشارة واضحة للدعوة الفرنسية في هذا الاتجاه.
اما شيراك فقد طرح مجددا خطته القاضية بانتقال السيادة والمسؤوليات الى العراقيين وفق جدول زمني واقعي وبرعاية الامم المتحدة. وقال انه في ظل عالم منفتح، لا يمكن لاي كان ان يعزل نفسه، لا يمكن لاي كان التحرك وحيدا باسم الجميع، ولا يمكن لاي كان ان يقبل بالفوضى في مجتمع لا يسوده نظام. لا بديل عن الامم المتحدة. كما طالب بوش امام الجمعية العامة للامم المتحدة اسرائيل بإيجاد الظروف المؤاتية لاقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام .وفي نفس الوقت طالب بوقف تقديم الدعم المالي لما سمها بالمنظمات الإرهابية الفلسطينية.
ودعا بصفة مباشرة بعض الدول العربية دون ان يسمها بأن تتوقف عن ما سماه تمويل المنظمات الارهابية ودعمها. وان اميركا ستعمل مع كل دولة في المنطقة تتحرك بحزم من اجل السلام ، بدون ان يحدد الدول المعنية.
وقال بوش على اسرائيل ان تعمل على إيجاد الظروف المؤاتية لإقامة دولة فلسطينية تعيش في سلام معتبرا ان القادة الفلسطينيين خانوا الشعب الفلسطيني.ودعا الفلسطينيين الى الاقتداء بالعراقيين الذين يعملون على حد قوله على إرساء الديموقراطية في بلادهم.
واضاف ان الشعب الفلسطيني يستحق ان تكون له دولة ملتزمة بعملية اصلاح وتقاوم الارهاب وتعمل على احلال السلام ، داعيا الطرفين الى الالتزام بالتعهدات التي قطعت خلال القمة الثلاثية المنعقدة في العقبة (الاردن) في حزيران يونيو.
ورأى الرئيس الاميركي ان العملية الجارية لإنشاء مؤسسات ديموقراطية في العراق يجب ان تكون نموذجا يقتدي به آخرون ومن بينهم الشعب الفلسطيني.
كما دعا الرئييس الامريكي الى استصدار قرار جديد في مجلس الامن لمكافحة انتشار اسلحة الدمار الشامل. وقال ان مثل هذا القرار سيتيح اعتبار انتشار اسلحة الدمار الشامل في العالم جريمة عبر اقامة ضوابط صارمة على التصدير ومراقبة المواد التي يمكن ان تستخدم في صناعتها في الدول التي توجد فيها.
وسعى بوش في كلمته إلى حشد دعم دولي من أجل مشاركة مزيد من الدول في إعادة إعمار العراق بعد الحرب وجهود حفظ السلام تحت مظلة وقيادة أمريكية.
ويريد بوش بصفة خاصة دعما ماليا وعسكريا لتخفيف العبء على القوات الأمريكية التي تحتل البلاد وعلى دافعي الضرائب الأمريكيين.
ومن المتوقع أيضا أن يسعى بوش خلال زيارته التي تستغرق يومين للامم المتحدة لحشد تأييد الاعضاء لمشروع قرار اقترحته واشنطن يهدف إلى تشجيع الدول الأخرى على المشاركة.