انشئت مصلحة المياه والصرف الصحي بمنطقة عسير بقرار مجلس الوزراء الموقر رقم 285 في 15/12/1404هـ، وفي غرة محرم من عام 1406هـ بدأت العمل وكان عدد العاملين عند البداية سبعة موظفين بما فيهم مدير عام المصلحة.
بدأت المصلحة في تقديم خدماتها وفق المهام المنوطة بها في نظام مصالح المياه والصرف الصحي من نقطة بدائية جدا. اذ لم تكن هناك اية مشروعات منفذة في مجال اختصاص المصلحة سوى مشروعين للصرف الصحي احدهما بمدينة ابها والآخر بمدينة خميس مشيط تم تنفيذهما من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية، وكان عدد التوصيلات المنزلية في ذلك الحين (4100) توصيلة في مدينة ابها و(3200) توصيلة في مدينة الخميس.
وبالنسبة لخدمة مياه الشرب فلم تكن هناك شبكات مياه في أي من مدن منطقة عسير بما فيها مدن ابها وخميس مشيط وأحد رفيدة وكان من اهم العوائق في هذا المجال هو عدم توفر مصادر المياه.
الوضع المائي في عسير
يشغل الأمن المائي والبيئي تفكير المسئولين عن اوضاع المياه بمنطقة عسير على الدوام، وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل امير منطقة عسير الذي اعطى هذا الجانب من التنمية اكبر اهتماماته فحظيت المنطقة منذ مدة طويلة بمشروع تحلية المياه بعسير، الذي كان اللبنة الاساسية للتنمية في المنطقة.
وقد نمت مدن المنطقة نموا كبيرا وتضاعف السكان في منطقة ابها الحضرية خلال عقد واحد ولاتزال نسب النمو التي تصل الى 10% زيادة في السكان سنويا تشكل تحديا كبيرا للجهات المسئولة عن التنمية والخدمات وبدون شك فان قطاع المياه استطاع في البداية مواكبة النهضة التي كانت مقبلة عليها المنطقة وذلك عن طريق انشاء مشروع تحلية المياه بعسير اما الآن فانه يواجه تحديا كبيرا بسبب العجز المستمر في المياه والنمو المتواصل للمدن ويزداد الامر سوءا بندرة مصادر المياه في ابها الحضرية بالذات (أبها - خميس مشيط - وأحد رفيدة) وبالتالي اعتمادها الكلي بعد الله على التحلية علما بان محطة التحلية القائمة حاليا مضى عليها اكثر من ستة عشر عاما تنتج نفس الكمية اليومية بل قد تتقلص بفعل التقادم والصيانة الدورية للمحطة وملحقاتها كل عام. كما تتسبب اعمال الصيانة بتقليص ضخ المياه المنتجة يوميا الى النصف تقريبا، ويتم غلق الشبكات خلال هذه الفترة مما يتسبب في تكدس وازدحام عند محطات التوزيع وينتج عن ذلك تذمر وانزعاج من المواطنين.
وحاليا يسعى الفرع الى تطوير محطات تنقية المياه القائمة على سدي وادي ابها ووادي عتود بالخميس وذلك لتوفير كميات مياه في حدود 000ر30 طن يوميا (ثلاثون ألف طن يوميا) هذه صورة مبسطة عن واقع المياه في منطقة ابها الحضرية.
ومن منطلق تطوير مصادر المياه بالمنطقة، فقد ارتأى الفرع ضرورة البحث في المصادر المائية الذاتية بالدرجة الاولى وخاصة اذا كانت هذه المصادر ثابتة او شبة ثابتة، ومن اوضح الامثلة على ذلك وادي حلي الذي يمر بمدينة محايل، فهو اكبر اودية تهامة عسير واكثرها ترددا للسيول ودائم الجريان بالاضافة الى ان طبوغرافية الموقع تساعد بشكل كبير على اقامة سد بها، وان اقامة سد هناك بهذه الظروف سيكون قليل الكلفة عظيم الفائدة وبسبب موقعه المتداخل مع البلدة فانه سيشكل عنصرا رئيسيا وجذابا في تكوينها كما ان تكلفة ايصال المياه للمدينة تكاد لا تكون شيئا يذكر بحكم قرب موقع السد آملين ان تتمكن الوزارة من البدء في المشروع العام القادم خاصة وان هذا المشروع سيوفر المياه لمدينة محايل والقرى المحيطة بها ولمحافظة رجال ألمع حيث لا يبعد مركز الشعبين سوى 40 كيلو مترا من موقع السد.
كما يجري بحث موضوع ايصال المياه الجوفية الى المناطق الشرقية بمنطقة عسير.
ومن جهة اخرى يقوم الفرع حاليا بتشغيل محطة التنقية بمدينة سلطات بطاقة (5000) طن يوميا وسيتم تطويرها الى (000ر10) طن يوميا وكما هو معلوم ان هذه المياه تجلب من وادي بيشة بالخميس وبعد مصب محطة الصرف الصحي بحوالي اثنين كيلو متر ونوعية المياه المنتجة صالحة للاستهلاك الآدمي وان كان الفرع مقيد الاستعمال للأغراض الزراعية فقط، ويجري العمل حاليا في ايصال هذه المياه الى المطار والفرعاء، وستستفيد من هذه المياه المنتزهات والمناطق الزراعية في آل سرحان والمحارث والفرعاء. ان ما عمل في منطقة ابها الحضرية وما يجري العمل به في محايل وفي منطقة تثليث من استغلال لاقصى قدر ممكن للامكانيات الذاتية للمنطقة لما يوفره ذلك على الصعيدين الاقتصادي والاستراتيجي، هي خطوات على طريق الامن المائي في هذه المنطقة من حيث رفع القدرات المائية ايجاد مصادر متنوعة.