منعت سلطات الاحتلال صباح امس المصلين من اداء الصلاة فى المسجد الاقصى المبارك الا لمن تزيد اعمارهم على اربعين 40 عاما ولمن يحملون بطاقات اسرائيلية ولم تسمح بالوصول الى القدس خاصة منطقة الحرم القدسى الشريف التى حولت الى ثكنة عسكرية ضخمة تعج بالجنود بأسلحتهم الرشاشة مع تكثيف الحواجز والدوريات ونشر القناصة فى المناطق المرتفعة المطلة على الحرم القدسى مع تعزيز الحراسات خشية وقوع مواجهات بعد صلاة الجمعة فى القدس وحماية المصلين اليهود لدى توجههم لاداء الشعائر والطقوس اليهودية فى منطقة حائط البراق الذى يسميه اليهود حائط المبكى الجدار الجنوبى الغربى من جدار الحرم القدسى الشريف. وادى المئات من الفلسطينيين الصلاة خارج اسوار المدينة المقدسة في الساحات والطرقات العامة . واعلنت القيادات الامنية العسكرية الاسرائيلية انها ضاعفت اجراءاتها الامنية خشية وقوع عمليات ونشاطات مناوئة لاسرائيل فى ذكرى الانتفاضة. وفي نفس الاطار اعلنت السلطات العسكرية الاسرائيلية ان قواتها اعتقلت منذ ليلة أمس الاول 31 فلسطينيا من بينهم 25 فى منطقة رام الله بحجة انهم من حركة حماس اضافة الى اعتقال فلسطينى فى بلدة دورا الخليل جنوب الضفة ونقلت المعتقلين للتحقيق لدى أجهزة الامن الاسرائيلية. واعلنت القوات الاسرائيلية عن تعرض مواقع عسكرية اسرائيلية فى قطاع غزة وبخاصة فى مستوطنة نيفيه دكليم والمجمع الاستيطانى فى جوش قطيف لاطلاق 4 قذائف صاروخية واطلاق الاعيرة النارية اضافة لالقاء قنابل يدوية واطلاق النار على مواقع فى رفح على الحدود مع مصر.
وفى وسط قطاع غزة شيع الآلاف من مواطنى محافظة الوسطى فى موكب جنائزى مهيب كوكبة جديدة من الشهداء الذين سقطوا على أرض مخيم البريج الصامد وسط صيحات الغضب والتنديد بالجرائم الاسرائيلية والشهداء وهم الطفلة لينا عيسى (3 أعوام) ونور الدين أبو عرمانة (20 عاما) من مخيم البريج ومحمد عقل (25 عاما) من مخيم النصيرات.
و قالت مصادر أمنية فلسطينية ان قوات الاحتلال الاسرائيلى نفذت سلسلة من اعتداءاتها فى الضفة الغربية وقطاع غزة0ففى البيرة أوقفت تلك القوات سيارة تابعة للشرطة الفلسطينية أثناء دخولها الى المدينة وقادتها الى "بيت ايل" وبداخلها ثلاثة عناصر من شرطة المرور الفلسطينية.
واجتاحت قوات الاحتلال الاسرائيلى مخيم ومدينة جنين فجر امس وفرضت حظر التجول فيهما بعد ساعات قليلة من رفعه واعتقلت ثلاثة مواطنين وفى الوقت نفسه فرضت قوات الاحتلال الاغلاق الكامل على الاراضى الفلسطينية بمناسبة حلول راس السنة العبرية. وكانت عشرات الدبابات والعربات المصفحة قد اندفعت الى مختلف أحياء المدينة والمخيم تحت غطاء جوى وحلقت طائرات مروحية على علو منخفض منذ ساعات الفجر وجرت عمليات دهم وتفتيش للمنازل فى مخيم جنين حيث اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلى ثلاثة مواطنين بعد محاصرة منزل تواجدوا فيه فى مخيم جنين. وقال شهود عيان ان قوات كبيرة من جيش الاحتلال مدعومة بالدبابات ومروحيتى أباتشى حاصرت أحد المنازل فى مخيم جنين وقصفته بالرشاشات الثقيلة ثم فجرت سيارة أمام المنزل واعتقلت صاحبه كما اعتقلت المواطنين فراس جمعة (24 عاما) ومحمد المصرى (26 عاما).
وقال مواطنون فى المخيم ان جنود الاحتلال يتصرفون بعداء شديد وتحركهم مشاعر الانتقام فى كل المنازل التى اقتحموها وأن الجنود أطلقوا الكلاب البوليسية لاثارة الفزع بين الاطفال وقام الجنود بعمليات تخريب داخل المنازل وأطلقوا النار فى كل اتجاه. وكانت قوات الاحتلال قد فرضت حظر تجول مشددا فى مدينة ومخيم جنين طوال الايام الستة الماضية واحتلت منازل واعتقلت العديد من المواطنين وعددا من المتطوعين الاجانب وفى قلقيلية منعت قوات الاحتلال أهالى بلدة كفر ثلث من الوصول الى أراضيهم التى أصبحت تقع داخل الجدار العنصرى الفاصل0أما فى نابلس فقد توغلت تلك القوات فى بعض أحياء المدينة واعتقلت سعيد المصرى ومحمد سليم واقتادتهما الى معسكر قوات الاحتلال فى حوارة. وفى الخليل نفذت قوات الاحتلال فى بلدة حلحول حملة مداهمات وتفتيش واسعة النطاق لمنازل المواطنين الفلسطينيين واعتقلت عددا منهم وتركزت حملة الاعتقالات والمداهمات فى أحياء النبى يوسف ووادى الجيف والذروة.
وفى خانيونس أصيبت أمرأة فلسطينية بعيار نارى فى الكتف أطلقته قوات الاحتلال المتمركزة فى محيط مستوطنة "موراغ" وفتحت قوات الاحتلال النار على منازل الفلسطينيين بشكل عشوائى دون أى سبب مما أدى الى اصابة المواطنة التى وصفت حالتها بأنها متوسطة.
يذكر أن سلطات الاحتلال الاسرائيلى بدأت منذ صباح امس بفرض طوق امني شامل على الضفة الغربية وقطاع غزة وقررت عزل المناطق الفلسطينية عن العالم حتى يوم بعد غد الاثنين بمناسبة حلول السنة العبرية الجديدة بالتوقيت العبرى.
وبموجبه لن يسمح بالتنقل بين الضفة والقطاع او الدخول لاسرائيل مع اغلاق المعابر والجسور ونقاط العبور بين اسرائيل والاردن ومصر.فى هذه الاثناء اعلنت السلطات الاسرائيلية عن اجراءات امنية مشددة خشية وقوع عمليات داخل اسرائيل او ضرب اهداف اسرائيلية حيث نشرت السلطات العسكرية والامنية آلاف الجنود ورجال الشرطة والامن وحرس الحدود والمتطوعين فى اسرائيل وعلى امتداد خطوط التماس مع المناطق الفلسطينية وكثفت الدوريات فى مختلف التجمعات السكانية ومواقف الحافلات والمجمعات التجارية والمقاهى والمطاعم والمتنزهات وشواطىء البحر اضافة للحواجز العسكرية الطيارة والثابتة فى مختلف المناطق وستستمر هذه الاجراءات لمدة اسبوعين حتى انتهاء ما يسمى بعيد "العرش اليهودى".