استقبل آلاف السودانيين في الخرطوم امس نائب رئيسهم علي عثمان طه الذي عاد من كينيا بعد انجازه ما فشل فيه الآخرون بالتوصل لاتفاق الترتيبات الامنية والعسكرية للسلام مع الحركة الشعبية التي تقود الحرب في جنوب وشرق السودان منذ عشرين عاما.
وقال نائب الرئيس طه فى كلمة القاها بمطار الخرطوم لدى مخاطبته مستقبليه لقد وضعنا اللبنة الاولى للسلام الشامل ولن تكون هناك حرب بعد توقيع اتفاق الترتيبات الامنية والعسكرية.
واعلن طه انه سيعود مرة اخرى لكينيا لاكمال التفاوض الذي بدأه مع الدكتور جون قرنق حول بقية القضايا العالقة امام توقيع اتفاق السلام النهائي.
واوضح ان الجيش و قوات الحركة الشعبية سيشكلان جيشا مشتركا يرمز لوحدة السودان وسيادته واستقراره ويعمل من اجل حراسة السودان.
وقال طه الرجل المعروف بقلة الكلام والبعد عن الاضواء مفضلا العمل من وراء الكواليس ان قسمة السلطة لا تعنى تكريسا للمواقع. وان السلطة فى ظل السلام مسؤولية. وهي مفتوحة للجميع ليتنافسوا عليها. واضاف ان السلام المقبل لن يكون للحزب الحاكم والحركة الشعبية وانما للشماليين والجنوبيين.
وكانت الحكومة السودانية وقعت يوم الجمعة اتفاقا امنيا وعسكريا مع الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق قضى بتشكيل قوات مشتركة قوامها 24 الف جندي فى الجنوب و ستة آلاف في مناطق جبال النوبة وجنوب النيل الازرق و ثلاثة آلاف فى العاصمة الخرطوم واتى هذا الاتفاق بعد مفاوضات مضنية بين النائب الاول للرئيس السوداني وزعيم الحركة الشعبية استمرت ثلاثة اسابيع.
يذكر ان الحكومة السودانية تجري مباحثات مع الحركة الشعبية بزعامة جون قرنق تحت رعاية منظمة التنمية الحكومية الافريقية /ايقاد/ لانهاء اطول حرب اهلية فى افريقيا دامت قرابة الخمسين عاما وقضت وشردت على الملايين من ابناء الشعب السوداني.
وقد احرزت المباحثات تقدما كبيرا بعد توقيع الطرفين فى يونيو من العام الماضي على عدد من الاتفاقيات الاطارية من بينها بروتكول /مشاكوس/ الذي قضى بمنح الجنوب السوداني حق تقرير المصير بعد ست سنوات انتقالية تلي توقيع الاتفاق النهائي للسلام.