الدولة العبرية لو ارتكبت حماقة إبعاد السيد ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية المنتخب فإنها سوف تواجه مشكلة لم تتوقعها فوجود السلطة الفلسطينية يعني وجود زمام للأمور فيما يخص الشارع الفلسطيني. إن حربا شاملة لا تبقي ولا تذر سوف تكون حتما بين جميع شرائح الشعب الفلسطيني برمته وبين جيش الاحتلال الصهيوني. وسيتعرى زيف الدولة العبرية التي طالما تشدقت بالديمقراطية وأنها مظلومة وانها في خطر داهم مزعوم من الفلسطينيين. إن السيد ياسر عرفات منتخب ولا يحق لأي قوة أو جهة دولية إقصاؤه لأن هذه ارادة الشعب الفلسطيني بمعنى أنها شرعية القاعدة الشعبية. فما بال الدولة العبرية كل يوم تخرج لنا بقرار؟! إذا كان بالون اختبار فالشعب الفلسطيني خرج برمته ليعطي نتيجة هذا الاختبار. فهل ستقتل الدولة العبرية جميع الشعب الفلسطيني؟ إن على الدولة العبرية ان تفهم أنها ليست هي التي تقرر من يرأس الشعب الفلسطيني. كما أن عليها أن تفهم جيدا أنها أيضا ليست هي التي تختار من تتفاوض معه. إن ارخاء العنان للدولة العبرية من قبيل الادارة الأمريكية أوصل المنطقة إلى ما وصلت اليه. ويجب على جامعة الدول العربية أن تكون فاعلة أكثر لأن مثل هذا القرار يمسها مباشرة. فهل من المعقول أن يطرد رئيس سلطة منتخب من وطنه؟!