اعتبر الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان، كما افادت مصادر دبلوماسية، ان مشروع القرار المعدل حول العراق الذي عرضته الولايات المتحدة الخميس على مجلس الامن الدولي لا يتيح للامم المتحدة لعب دور في هذا البلد.
وقال عنان خلال الغداء مع الدول الاعضاء الـ 15 في مجلس الامن : في الاطار الحالي وفي اطار مشروع القرار هذا، لا يمكنني المجازفة ولا اريد ان تعود الامم المتحدة الى العراق. ونقل تصريحات عنان دبلوماسي شارك في الغداء واكدتها مصادر في الامم المتحدة لوكالة فرانس برس.
وكان الامين العام للامم المتحدة ابدى تحفظات لدى وصوله الى مقر الامم المتحدة صباح الخميس وقال للصحافيين : من الواضح ان مشروع القرار لا يسير في الاتجاه الذي اوصيت به.
وخلال الغداء الذي تلته مشاورات، شدد الامين العام، حسب مصادر دبلوماسية ومصادر في الامم المتحدة، على واقع انه من غير الممكن وجود كيانين مسؤولين في الوقت نفسه في العراق: الامم المتحدة والتحالف الامريكي-البريطاني. لكنه ترك المجال مفتوحا امام احتمال قيامه باعادة النظر في موقفه اذا سمحت الظروف الامنية بذلك وفي حال ما إذا تغير الاطار المحدد للامم المتحدة.
وبعد اعتداءين في خلال شهر ضد مقر الامم المتحدة في بغداد اسفرا عن مقتل 23 شخصا، خفض عنان بشكل كبير عدد الموظفين الاجانب الموجودين في العراق.
وتراجع بذلك عددهم من 650 الى حوالى 30 لكنه لم يعلن الاجلاء الكامل الذي اوصى به العدد الاكبر من مستشاريه وبينهم منسق الشؤون الامنية.
وموقف الامين العام قد يكون له وقع قوي، لا سيما لدى الدول غير الدائمة العضوية في مجلس الامن التي جددت له دعمها وتأييدها بعد الاعتداءات. وقال السفير المكسيكي اغيلار زينسر قبل الغداء : يجب ان نعرف ما يفكر به الامين العام. ذلك مهم ونحن نقف الى جانبه. وموقف عنان ايضا يمكن ان يهدد تبني مشروع القرار الامريكي الذي يجب ان ينال تأييد تسعة اصوات على الاقل من اصل 15 حتى لو كان تجنب الفيتو الذي اعلنت فرنسا مسبقا انها لن تستخدمه.
وقال دبلوماسي لوكالة فرانس برس ان النتيجة بدت محسومة بالامس لكنها لم تعد اليوم في حين قال دبلوماسي آخر من جهته انه متأكد من ان نفوذ الولايات المتحدة سيسمح لها بالحصول على الاصوات التسعة.
ومشروع القرار الامريكي المعدل الذي بحث في جلسة مغلقة للمرة الاولى يوم الخميس وسيبحث مجددا الاثنين المقبل، تم تلقيه بفتور. واعلن سفير فرنسا جان مارك دو لا سابليير ان النص لا يستجيب لرغباتنا.
واضاف لا نرى (في المسودة) ايا من الاقتراحات التي تقدمنا بها مع المانيا بشأن نقاط اساسية وهو ما عبر عنه ايضا السفير الالماني غونتر بلوغر.من جهته عبر السفير الروسي سيرغي لافروف عن تحفظات لا سيما حول مسألة القوة المتعددة الجنسيات تحت قيادة موحدة امريكية على حد قول دبلوماسيين شاركوا في المشاورات.
وكانت روسيا اعلنت انها ترغب في تجديد ولاية هذه القوة كل سنة، وهو ما لم يرد في مشروع القرار الامريكي الذي لا يحدد اي مهلة.
من جهته اعلن السفير الامريكي لدى الامم المتحدة جون نيغروبونتي في ختام المشاورات ان التوافق الذي ظهر بين الدول الـ 15 الاعضاء في المجلس مشجع، لكنه رفض محاولة الحديث مسبقا عن شكل الدعم الذي قد يحصل عليه مشروع القرار في النهاية.