للمعلم حقوقه الكثيرة التي يجب ان يكفلها المجتمع له من خلال تطوير ادوات التعامل مع هذا الشمعة التي افنت نفسها تحترق للاخرين لتنير لهم دروب النور والعلم والخير والفضيلة. واليوم العالمي للمعلم ليس الهدف منه الذكرى العابرة بل هو دعوة جادة عالمية لاعادة النظر في دور المعلم الذي يعد المؤسس الاول لكيانات الدول والمجتمعات من خلال مسؤولياته التربوية والتعليمية على الناشئة. و(اليوم) تطرح سؤالها عن دور المجتمع في تكريم المعلم والواجبات والحقوق التي اغفلها المجتمع لذلك المعلم.
رسالة سماوية
يقول المدير التنفيذي بمستشفى اسطون محمد عبدالرزاق الغديان ان مهنة التعليم هي انبل واقدس مهنة على مدار العصور فالفلاسفة والعلماء في قديم العصور كانوا معلمين ومدرسين ولقد سمي شيخ الفلاسفة ارسطو بالمعلم الاول وكان دور الرسل والانبياء عظيما ليكونوا منارة للتعليم فكانوا اعظم وانبل معلمين حيث كان لعلمهم ورسالاتهم السماوية الدور الذي غير وجه الارض من خلال مخاطبتهم للعقول والنفوس.
من هنا تكمن اهمية وقدسية هذه المهنة لان المعلم يبني الانسان وهو اثمن ما في الوجود، ألا يكفي ان نعلم بان التقدم العلمي والانجاز الحضاري وما وصلنا اليه قد قام على اكتاف المعلمين حملة رسالة العلم والتعليم؟
لعل تطور الحياة وتعقيدها قد (همش) دور المعلم لاعتقاد خاطيء بان العلم قد تعددت وتنوعت مصادره، ولكن يبقى جوهر الانسان الاساس في بناء الحضارة الانسانية والذي لم (يشد) لولا دور المعلم في صقل العقول وتهذيب النفوس وتقويم السلوك وخيرا فعلت وزارة المعارف بان غيرت مسماها من وزارة المعارف الى (وزارة التربية والتعليم) وهذا خير دليل على الدور العظيم للمعلم.
لذا ينبع من هنا دور المجتمع في تكريم المعلم والذي ينصب بداية على توضيح الصورة المشرقة والناصعة للمعلم، لدى متلقي العلم، لان المتعلم هو المعني اولا واخيرا بالعملية التعليمية فيجب ان يسود الاحترام والتقدير لمن يفني حياته ليبني النفوس والعقول ولعل احترام المعلم واشعاره بالتقدير والعرفان بالجميل من المتعلم يكون اكبر وسام يضعه طالب العلم على صدر معلمه.
ان سعادة المعلم تكون غامرة عندما يرى احد طلابه قد نبغ في فرع من فروع العلوم على اختلاف انواعها او تبوأ مكانة مرموقة في المجتمع افلا يستحق هذا الانسان من المجتمع ان يقدره حق قدره ويؤمن له كل احتياجاته بما فيها المادية ويضعه بالمرتبة التي تليق به مربيا اولا ومعلما للعقل ثانيا ولا غريب بان الشاعر العربي قد وضعه في مرتبة سامية ورهن ذلك بالاحترام والتبجيل للمعلم حين قال:
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم ان يكون رسولا
الاساسيات
ويرى جمال الحامد من احدى المؤسسات الخاصة ان تكريم المعلم واجب على المجتمع لأنه هو الذي يبني الاساسيات الاخلاقية والتربوية للناشئة التي هي اعلى ما يملك المجتمع.
ويضيف الحامد ان تكريم المعلم ليس بالطرق التقليدية من اقامة الخطابات الرنانة والعروض الباهتة بل علينا ان نقدم ما يستحقه المعلم من جوائز محفزه للمتميزين.
تنشيط الذهن
ويقول المواطن محمد الدوسري: ان المعلم الفعال هو القادر على بث روح الحياة في اي منهج عاجز وان ينشط الذهن وان يبتعد عن العلاقة السلطوية.
ان الطالب يحتاج ان يتعلم من خلال التفاعل مع معلمه الذي يتمتع بسمات شخصية تيسر له التواصل مع الاخرين.
صناعة الانسان
ويقول خالد الغامدي: العلاقة بين الطالب والمعلم اخذت شكلا جديدا تحتاج معه الى معلمين مؤهلين تأهيلا عصريا فالمجتمع ينظر للمعلم على ان من العيب بل الخطأ ان يبقى المعلم التقليدي الذي لا يستطيع ان يستنطق الطالب.
الطالب يريد من يفهمه لا من يوجهه دون بذل جهد في فهمه لذا فان فتوى الناس في شؤونهم النفسية والاجتماعية لا تقل خطرا عن فتواهم في شؤونهم الدينية لان الاولى تؤثر على صناعة وتوجه الانسان التي هي في اصلها مطلب ديني.
الثقة
ويقول وليد الصياح ان المعلم هو الركيزة الاولى في التربية والتعليم لذا يجب ان نحسن اختياره ونبذل العناية الفائقة في تدريبه وتحضيره وان نهيئ له البيئة المناسبة من مبنى مدرسي الى التجهيزات التي تكون سنده وعضده.
ومن واجب معلم اليوم ان يعلم طالبه الاعتماد على النفس ويعلمه كيف يفكر بشكل صحيح وان يتجنب الاخطاء فالتفكير الابداعي هو الاساس في تألق الافراد ورقي الامم.
ومن واجبه كذالك ان ينمي ثقة الطالب بنفسه ويعرفه على ما اودعه الله فيه من طاقات كامنة عليه ان يحسن استثمارها فيما يعود عليه وعلى اسرته ومجتمعه باعظم الفوائد.
العصر
يقول المواطن محمد بالطيور: انصح باستقطاب الكفاءات المميزة لتدريب العاملين بالتعليم للاستفادة من خبراتهم. واقامة ندوات علمية وتوعوية لاعضاء هيئة التدريس والطلاب وعمل دراسات وزيارات للاطلاع على تكنولوجيا العصر.