يفتتح وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز ال الشيخ يوم غد الثلاثاء ندوة (أثر القرآن الكريم فى تحقيق الوسطية ودفع الغلو) التي تنظمها الوزارة ضمن فعاليات مسابقة الملك عبد العزيز الدولية فى دورتها الخامسة والعشرين المنعقدة حاليا فى مكة المكرمة ويشارك فيها عدد من اصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ المختصين.
وقال الشيخ صالح بن عبد العزيز ال الشيخ فى تصريح له بهذه المناسبة ان عقد هذه الندوة يأتي ضمن البرنامج الوطنى الشامل لرد الغلو وآثاره وانعكاسا مباشرا لرسالة الوزارة الشرعية لزيادة الوعى الدينى لدىالمسلم والمسلمة وفق منهج اسلامى معتدل بعيد عن طرفى الغلو والجفا والافراط والتفريط.
وبين ان الوسطية والاعتدال سمة من سمات الشريعة الاسلامية تؤكدهما نصوص الكتاب والسنة ويرشد اليها العقل الصحيح وقال ان الشرع الصحيح بنصوصه وقواعده واجتهادات العلماء فيه يدعو الى الوسطية والاعتدال وينهى عن الغلو والمبالغة قال سبحانه (وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) مؤكدا ان الغلو فى الدين من اشد المحرمات لانه يبعث على ارتكاب كثير من المحرمات ووسيلة لاثارة محرمات كثيرة كما انه من اسباب الافتراق الوخيم وضرب الامة بعضها رقاب بعض موضحا ان من اسباب ظهور الغلو فى الدين عدم فهم القرآن الكريم على طريقة الصحابة وعدم تدبره بالاسلوب الصحيح وكذلك وجود المتشابه فى الكتاب والسنة وترك الرجوع للراسخين فى العلم وظهور اوضاع واحوال لاترضى من ذهب الى الغلو. واشار وزير الشئون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الى ان من مظاهر الغلو وصوره المبالغة فى حب بعض بنى ادم وتعظيمهم وكذلك الغلو فى مسائل التكفير وجعل المجتمعات الاسلامية جاهلية على عمومها وهذا غلط وباطل .
وقال لا بد ان ننظر الى اسباب ظهور الغلاة حتى لا نقع فيما وقعوا فيه لان كلا منا يريد الخير ويريد التقرب الى الله ، مؤكدا انه ينبغى لكل من عرف من عنده مظهر من مظاهر الغلو ان يسعى فى مناصحته او ان يدل اهل العلم عليه حتى يحاوروه ويردوه الى الحق ويناصحوه ويقيموا عليه الحجة ويبينوا له المحجة .
واضاف ان الواجب علينا اليوم عظيم جدا وان حماية الاسلام ورعايته تتطلب منا دائما النصح والمراجعة ونقد النفس بين حين وآخر حتى يكون العمل صالحا خالصا صوابا كما يتطلب منا الوقوف بحزم مع متطلبات منهج السلف الصالح الذي يأمر بالوسطية والاعتدال لانها موجودة فى سلوك الصحابة وائمة الاسلام وان حياة الناس لا تستقيم الا بهذه الوسطية وان من سمة الوسطية والاعتدال فى الاسلام انهما يبرئان من الهوى ويعتمدان على العلم الراسخ والعلم اما ان يكون نصا من كتاب الله العزيز او سنة نبيه صلى الله عليه وسلم او ان يكون قولا لصحابى فيما لم يرد فيه نص او
يكون من اجتهادات اهل العلم الراسخين فى ذلك كما ان الوسطية تراعى القدرات والامكانات والزمن فالمحافظة على المنهج الوسط هذا يقتضى ان يكون هناك مراعاة لاختلاف الازمنة والامكنة والناس ولهذا نص اهل العلم على ان الفتوى تختلف باختلاف الزمان والمكان والوقائع والاحوال والناس. واوضح ان الله سبحانه وتعالى امر بالوسطية والاعتدال فهو مأمور بها ويجب على الناس ان يمتثلوا المأمور وان يجتنبوا ما لم يؤمروا به فى المناهج والافكار كما فى الاقوال والافعال والاعتقادات.