كشف روبن كوك وزير الخارجية البريطانى السابق الذى استقال من الحكومة قبيل غزو العراق ان تونى بلير رئيس الوزراء البريطانى اعترف قبل الحرب بانه لم تكن لدى العراق اسلحة دمار شامل قابلة للاستعمال0 واوضح كوك فى مقال نشرته صحيفة (الصنداى تايمز) الصادرة امس ان بلير لم يعترض فى مكالمة جرت قبل الحرب باسابيع على الرأى القائل انه لم يكن لدى العراق اسلحة دمار شامل مصممة لاستعمالها استراتيجيا ضد سكان المدن0 غير ان مكتب رئيس الوزراء البريطانى استخف بملاحظات روبن كوك00واصفا اياها بانها منافية للعقل0
وكتب كوك في كتاب نشرت مقتطفات منه صحيفة صانداي تايمز امس الاحد انه عندما تحدث مع بلير قبل اسبوعين من اندلاع الحرب التى بدات في العشرين من اذار/مارس تولد لديه انطلباع ان رئيس الوزراء مصمم على دخول الحرب دون الالتفات الى التقدم الذي يحرزه مفتشو الاسلحة التابعون للامم المتحدة على الارض.
ويستند الكتاب الى يوميات كان يكتبها وزير الخارجية السابق خلال فترة التوتر التى سبقت الحرب.
ورأت الصحيفة الاسبوعية البريطانية ان ما كشفه كوك ينزع كل مصداقية عما كانت تروج له الحكومة البريطانية لتبرير الحرب على العراق بالتاكيد ان هذا البلد يشكل تهديدا حقيقيا ووشيكا.
وتتعرض حكومة بلير منذ بضعة اشهر لانتقادات بسبب ما اكدته في ايلول/سبتمبر من عام 2000 بان العراق كان قادرا على نشر اسلحة كيميائية او جرثومية خلال 45 دقيقة.
وقال كوك في كتابه ان عددا كبيرا من الوزراء" انتقدوا في اجتماعات عقدت على اعلى المستويات مشاركة بريطانيا في عمل عسكري تقوده الولايات المتحدة، وكان الامر كما يؤكد كوك يشبه العصيان ضد رئيس الوزراء لاول مرة منذ وصوله الى السلطة عام 1997.
وسعت اجهزة بلير الى الاقلال من اهمية ما كشفه كوك الذي كان استقال قبل بدء الحرب على العراق بسبب معارضته سياسة الحكومة ازاء هذه الحرب.
وقال متحدث باسم رئاسة الحكومة ان فكرة ان رئيس الوزراء قال ذات يوم ان صدام حسين لم يكن يملك اسلحة دمار شامل فكرة سخيفة ولا معنى لها. واضاف ان وجهة نظر كوك معروفة وقد عبر عنها مرارا.
يشار الى ان بلير الذي يعتبر من اقرب الحلفاء الاوفياء للرئيس الاميركي جورج بوش يتعرض حاليا لاخطر ازمة سياسية منذ وصوله الى السلطة لان قوات التحالف التى احتلت العراق لم تعثر حتى الان على اي اسلحة دمار شامل. وقد اتهمته البي بي سي بتضخيم ما يمثله العراق من تهديد وبالتسبب في انتحار خبير الاسلحة ديفيد كيلي الذي نجم عن هذه القضية.