فيما حذر الرئيس المصري حسني مبارك اسرائيل من ان التصعيد المتعمد ضد الرئيس الفلسطيني لن يخدم قضية السلام عادت إسرائيل لتكثيف ضغوطها وتهديداتها بـ"التخلص" من الرئيس الفلسطيني بالطرد بلاده أو بالاغتيال، بعد العملية الإنتحارية التي نفذتها شابة فلسطينية يوم أمس الأول في حيفا. وأكثر التطورات بروزاً فيما يتعلق الموقف الإسرائيلي من وجود عرفات في فلسطين، التصريحات المثيرة التي أدلها بها وزير التعليم الإسرائيلي ليمور لفنات الذي اقترح أمس في تصريح للإذاعة الإسرائيلية بناء سياج محكم الإغلاق حول المقر العام لعرفات في رام الله حيث يحاصره الجيش الإسرائيلي منذ 22 شهرا. وتستمر إسرائيل بسياسة عزل الفلسطينيين ومحاربتهم بـالجدران، حيث تبني جدراً ضخماً يثير غضباً دولياً، حول الضفة الغربية لحماية الإسرائيليين من العمليات الانتحارية.
وقتال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى اكد ان بلاده لا تعتزم القيام على الفور بابعاد الرئيس الفلسطيني بعد العملية الاستشهادية في حيفا الذي اوقع 19 قتيلا لكن العد التنازلي قد بدأ بالنسبة لياسر عرفات.
وقال المسؤول: اننا نطبق قرار الحكومة التى صوتت في الحادي عشر من ايلول/سبتمبر لصالح مبدأ ابعاده، وعندما يحين الوقت سوف نفعل لقد بدأ العد التنازلي بالنسبة له. وكانت الحكومة الإسرائيلية قررت في ذلك التاريخ قد قررت التخلص مبدأئيا من عرفات من دون ان تحدد متى وكيف معتبرة انه يشكل عائقا امام السلام.
واضاف ان معارضة الاسرة الدولية هي التي تعيق اسرائيل عن تنفيذ هذا القرار.
زاعماً ان الأميركيين والأوروبيين لم يفهموا بعد ان عرفات يشكل عقبة رئيسية امام المفاوضات ينبغي ان تزول من المنطقة، ولكن هذا سيحدث يوما. واضاف ان اسرائيل ستتصرف بحيث يتم تقليص قدرات عرفات على التسبب، ما أسماه، بالضرر، دون ان يحدد الإجراءات المعتزم اتخاذها.
ومن جهة أخرى انضم نحو ثلاثين من دعاة السلام الأجانب والإسرائيليين، إلى الموجودين في في مقر ياسر عرفات في رام الله ليكونوا دروعا بشرية للرئيس الفلسطيني اذا ما شنت إسرائيل عدواناً رداً على عملية جرادات. وقال النائب الإسرائيلي السابق اوري افينيري الذي وصل الى مقر عرفات مع سبعة آخرين من دعاة السلام الإسرائيليين من حركة غوش شالوم (كتلة السلام) جئنا الى هنا عزلا لنكون دروعا بشرية اذا ما قرر الجنود الإسرائيليون المجيء.
وأضاف: ان قتل عرفات سيكون بمثابة كارثة لاسرائيل والمنطقة بأكملها والعالم. يذكر انه قد وصل الى مقر عرفات أيضا حوالي عشرين من دعاة السلام الاجانب من حركة التضامن الدولية. وينوي دعاة السلام البقاء في مقر عرفات حتى يوم الثلاثاء غداة العيد اليهودي يوم كيبور. وفي 11 ايلول/سبتمبر، وعلى اثر عمليتين اشتشهاديتين اسفرتا عن مقتل 15 شخصا، اتخذت الحكومة الأمنية الإسرائيلية قرارا مبدئيا بالتخلص من ياسر عرفات الذي اعتبرته عقبة في وجه السلام.