قال لي صديق يقرأ هذه السواليف كل صباح انه توقع تطورات ايجابية حول قضية المتسولين في شوارع الخبر والدمام بعد ان قرأ زاوية الخميس الماضي حول الموضوع وبعد الخبر الذي نشرته الجريدة في اليوم التالي في احصائية (مخيفة) لاعداد هؤلاء المتسولين في شوارع المدينتين. ولكنه اي (صديقي) تفاجأ بأن الامور تسير كالمعتاد في حياة هؤلاء المتسولين وكأنهم ساعات سويسرية لا تقدم ولا تؤخر. فتقاطعات الطرق الرئيسية واشارات المرور تم تقسيمها كمناطق نفوذ على هذه (العصابات) حتى اصبحت وجوه الاطفال والكبار مألوفة ممن يعبر هذه الطرق او يتوقف عند تلك الاشارات. ويبدو انهم غير خائفين من احد ولا يخشون اي جهة والدليل انهم لم يوقفوا نشاطهم ولو مؤقتا بعد المتابعات الصحفية الغاضبة لمثل هذه التجاوزات.
واذا كان هذا الصديق حائرا في تفسير عجز كل الجهات ذات الاختصاص عن معالجة هذه الظاهرة فانه ليس وحيدا في ذلك فمعه آلاف الناس ممن لا يجدون تفسيرا لهذا التواصل الدائم من هذه الفئات دون خوف او ارتباك.. مما سيشجعهم او غيرهم على التمادي في طرق التسول والتلاعب على اتكال كل جهة على الجهة الاخرى. ولأن الامور تسير من سيئ الى اسوأ فان الصحافة مطالبة بالبحث عن المشكلة ومحاولة الوصول للجهة المسئولة عن هذه المجموعات التي تستغل الاطفال وتسوق براءتهم وطفولتهم واستدرار عطف الناس في هذه الشوارع. وحتى لا يتهمنا احد بقطع ارزاق هؤلاء المتسولين اقول ان الشحاتة مهنة شائعة في كل دول العالم الفقيرة والغنية.. المتخلفة والمتحضرة، ولكن هناك جمعيات خيرية محلية لديها كشوفات بالاسر المحتاجة وهناك اناس يحبون الخير والكرم يدعمون هذه الجمعيات وهي ليست عاجزة عن استحواذ مثل هؤلاء الشحاذين والصرف عليهم اذا كانوا فعلا محتاجين ولكن هؤلاء لن يقبلوا لسبب بسيط انهم امتهنوا هذه المهنة وتفننوا فيها وحولوا اطفالهم الى وسيلة مهينة لا يقرها ديننا الحنيف.
نحن بانتظار اي خطوة توقف هذا المد العجيب لهؤلاء المتسولين مع اننا حتى كتابة هذه المقالة لا نعرف اي جهة ستتحرك وليست لدينا عصا سحرية لنزيل هذه الظاهرة المشينة من شوارع الدمام والخبر وغيرها من المدن.
ولكم تحياتي