DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أنقذوهم من معاناتهم

أنقذوهم من معاناتهم

أنقذوهم من معاناتهم
أنقذوهم من معاناتهم
أخبار متعلقة
 
حرص الإسلام كل الحرص على أتباعه منذ أن بزغ فجره واهتم الرسول عليه الصلاة السلام بذوي الحاجات الخاصة ولم يكن يفرق بين أحد منهم فهم عنده سواسية إلا بالتقوى وقد اقتضت الحكمة الإلهيه أن يصاب بعض أفراده بالإعاقة لتكون عظة وعبرة لغيرهم من الأسوياء فيحمدوا الله على ما أنعم به عليهم من الصحة وألبسهم ثوب العافية، كما أن الدين الإسلامي دين تنوير وتثقيف ودين يحافظ على سلامة البشر فهو يحث على المحافظة على النفس وعدم تعريضها للخطر ، وفي المقابل أوجد الإسلام تشريعا كاملا يضمن حقوق المعاق وحصوله على الرعاية الكاملة من الأسرة والمجتمع ، فالإنسانية لم تعرف الاهتمام بالمعوقين كما عرفته الحضارة الإسلامية حيث جعل الإسلام رعاية المعاق فرضا من فروض الكفاية إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين ، ولذا نجد أن الإسلام يحث كل من يتولى رعاية المعاق أن يتصف بصفات وأمور محددة مثل الصبر وتحمل المسئولية وعدم الشماتة والسخط والضجر وتكون صفات الإحسان والإيثار من أهم ما يتصف به من صفات ومميزات وأن لا يكون ممن يتسلقون على أكتاف المعاقين للوصول إلى مآربهم وأطماعهم الشخصية فإلى كل مسئول عن شئون المعوقين وقضاياهم أضع العديد من النقاط ذات الأهمية القصوى بين يديك هذه المسألة كأولى قضايا المعوقين متمنية وراجية من الله لها فوالله ما كتبتها إلا لأنني زوجة معاق وأعرف كل ما يعترض المعاق من صعوبات من خلال الحياة التي يعيشها ، فمسألة الإنشاءات والتي تشمل كل ما هو متعارف عليه وأبدأ بالمساجد بيوت الله التي يؤمها الأصحاء والمعوقون قد أغفلت التسهيلات اللازمة لفئة المعوقين من تسهيلات ودورات مياه فإذا وجد مسجد فيه طريق مسهل فهو من النوادر وتغفل فيه دورات المياه. والدوائر الحكومية حدث ولا حرج فكثيرا ما يحتاج الفرد المعاق لمراجعة أموره الخاصة ولكن عدم وجود التسهيلات يحول دون ذلك، وسأورد بعض الأمثلة لذلك فالبلديات ذات العلاقة المباشرة بالمعوقين وغيرهم قد أغفلت التجهيزات الضرورية للمعوقين كما أنها أغفلت متابعة المشاريع المختلفة لتنفيذ عمل ما يخدم المعوقين ويعلم الجميع أن وزارة البلدية والشئون القروية بناء حديث ويلمس حاجة المعوق عن قرب قد أغفلت أبسط حقوق المعاق بعدم وجود دورة مياه واحدة على الأقل وحتى دورات المياه الموجودة فالشخص البدين (السمين) لا يستطيع أن يدخلها لصغر أبوابها وقد قلت السمين لأن السمنة نوع من أنواع الإعاقة وهذا ينطبق أيضا على مطار الملك خالد الدولي فالمشكلة الموجودة في البلدية موجودة في المطار أيضا وينطبق ذلك أيضا على الحدائق العامة والأسواق التجارية والمطاعم والمدارس التي يفتقر كثير منها إلى أبسط التجهيزات كعدم وجود الفصول المهيأة للمعوقين والوسائل المرتبطة بالتعليم كالسبورة أو الطاولة وحتى دورات المياه .وسأورد هذه القصة التي دائما ما تحدث معي عندما نذهب لمطعم بصحبة أطفالنا لتناول وجبة فإننا نعود أدراجنا من حيث أتينا لوجود العوائق الكثيرة والتي من أهمها وجود الدرجات الكثيرة والتي أحيانا حتى السليم يتضايق منها ولكن لو نظرنا إلى مطاعم الوجبات السريعة والتي تشرف عليها شركات عالمية نجدها أنها لم تغفل الممرات المسهلة فهل هم أحرص منا على هذه الفئة الغالية على الجميع والتي لم تبخل الدولة أيدها الله بمد بد العون والمساعدة لكل ما فيه خدمة وصلاح لهم. إن الأمل معقود بالمجلس الأعلى للمعوقين والذي آمل أن يكون صدوره قريبا على أن يأخذ بالاعتبار المتطلبات الضرورية لهذه الشريحة من المجتمع ، ولا أنسى دور الأمير سلطان بن سلمان رئيس جمعية الأطفال المعوقين والأمين العام للسياحة عندما وجه قبل فترة ليست بالقريبة بأن يعمل في كل فندق غرفة على الأقل مع دورة مياه لخدمة المعوقين ولكن هذا القرار لم ينفذ بعد لأنه يحتاج إلى متابعة مستمرة من جهة مسئولة عن مثل هذه الأمور ، ولكن لعدم وجود المتابعة قد ينسى الأمر وكما يقال (من أمن العقوبة أساء الأدب). كل ما ذٌكر ما هو إلا غيض من فيض فالحديث عن الإعاقة والمعوقين له مذاق خاص لا يلمسه إلا من عايش الإعاقة وجلس مع المعوقين أنفسهم وسمع شكواهم ومعاناتهم . وكما ذكرت فإن الأمل معقود بالمجلس الأعلى للمعوقين أن يأخذ باعتباره تلك المتطلبات وأكثر منها فأنا لم أتطرق لتوظيف المعاقين ومعاناتهم لإيجاد وظيفة يعولون من خلالها أسرهم وظروف إعاقتهم فهو هم آخر أكبر من كل الهموم . م. محسن العنزي - الرياض