تعثرت دراسيا في احد السنوات الدراسية بالمرحلة الثانوية وكعادة كل طالب راسب (معيد للسنة) في بداية العام تغيرت عليه الوجوه عن السنة الماضية الا بعضها الكل فرح بالعام الجديد خاصة وهم منتقلون كمجموعة واحدة ونظراتهم لهذا الراسب تتركز على انه مهمل وبالمقابل حماسهم للعام الجديد يظهر له وكأنه فرح الصغار. بالطبع تتلاشى هذه الافكار خلال اول اسبوع.
لكن الذي يصعب تغييره هو نظرة (بعض) المدرسين لهذا المتعثر من السنة الماضية مما يرسخ الفكرة المسيطرة عليه بذلك الوقت على انه مهمل في مدارسنا ليس كل متعثر هو شخص مهمل.
مدرس اللغة الانجليزية في اول حصة رأيناه قذفنا بهذا الامر (جميع الطلاب الراسبين من العام الماضي يقفون حالا) وبدأ يضربنا بالاسئلة هل هي المرة الاولى؟ بكم مادة اعدت؟ هل تنوي النجاح هذه السنة؟. الخ.
كنت استقبل الاسئلة وكأنها امتداد لشلالات العتاب طوال اشهر الاجازة وبدلا من ان احاول التغيير سيطر الهم والملل من تكرار الدروس وصورة مدرسين العام الماضي تلك الوجوه المنفرة الشاحبة البائسة (كان اغلبهم من الاجانب الذين لاهم لهم الا الدروس الخصوصية وبيع الاسئلة). بلامبالاة احضر الحصص وانقل الواجبات من دفاتر العام الماضي دون تدقيق ومراجعة. بأحد الحصص سأل نفس المدرس سؤالا تضاربت الاجوبة عليه وهم للاجابة بنفسه لكن رأى يدا ترتفع لاول مرة ففضل منحي الفرصة اجبت نصف اجابة مشككا بصحتها او خائفا.
فتعجب وحمسني فاكملتها ففرح المدرس ربما من هول المفاجأة التفتت اعناق الطلاب من اين لك هذا؟
في هذه اللحظة ايقنت ان بامكاني تحقيق الافضل.
فقط..
انفض غبار الحزن والذكريات المحزنة.
خذ من الماضي اجمله وتوقف على الاخطاء سريعا واطلق طموحك للنجاح.
حتى وان فقدت اشياء جميلة من الماضي فابحث عن غيرها او اصنع اجمل منها حتى وان صادفت مدرسين فلا تلقي لهم هما ولا تجعلهم عقدة بمنشارك الذي ستقطع به الفشل ولتجعله خصمك اللدود والاصرار جندي مهم في جيشك توكل على السميع العليم وجرد اجتهادك من غمده واستدع الامل للمشورة واحفر في النسيان قبرا للاحزان.
قفلة:
من ينظر للاسفل او للاعلى كثيرا سيؤلم عنقه.
انظر دائما للامام ولا بأس ان تتلفت حولك كي لا تتصلب افكارك.
@@خالد الاحمد الشويكان