DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

آسيا الوسطي عطشى للماء

آسيا الوسطى الغنية بالنفط تموت عطشا امام فقرها للمياه

آسيا الوسطي عطشى للماء
 آسيا الوسطي عطشى للماء
أخبار متعلقة
 
ذهب الاتحاد السوفيتي والانهار الجليدية في تناقص.. والمعركة الكبرى في دول اسيا الوسطى الغنية بالنفط محورها الماء. أغلب المياه تتدفق في شهور الصيف الحارة من أنهار جليدية في جبال بامير وتيان شان الشاهقة على أراض تدعي ملكيتها طاجيكستان وقرغيزستان. وقرب المصبات توجد شقيقاتها السوفيتات السابقات تركمانستان وأوزربكستان وقازاخستان اللاتي يزداد عطشهن للماء. في مؤتمر عالمي للمياه عقد في الشهر الماضي في دوشنبه عاصمة طاجيكستان قال اصيل بك عيدرالييف احد المساعدين بالرئاسة لرويترز: لا أقول ان الوضع سيئ جدا. لكن الانهار الجليدية في شمال تيان شان تقلصت 30 في المئة منذ 1957 وسيزول نصفها بحلول 2025. السكان سيزيدون والانهار ستقل والمناطق المزروعة ستتقلص.. وهذا سبب الصراعات المائية. وقبل انهيار الاتحاد السوفيتي كانت مصادر المياه في دول اسيا الوسطى الخمس تدار مركزيا وبكل دقة لتوفير احتياجات سكان المنطقة وعددهم 50 مليون نسمة من المياه. شيد مهندسون سوفيت محطات كبرى للكهرباء في الجبال الطاجيقية والقرغيزية حيث ينبع نهران رئيسيان هما سير داريا وأمو داريا. وتهيمن محطة نوريك الكهرومائية في طاجيكستان حيث يوجد ثاني أكبر سد في العالم على نحو 50 في المئة من مياه أمو داريا. في الماضي كانت موسكو كل صيف تأمر قرغيزستان وطاجيكستان عند المنبع باطلاق المياء لجاراتها لري مساحات فسيحة من حدائق الفاكهة وحقول القطن والارز. وفي الشتاء كان البلدان يحتفظان بالمياه في خزاناتهما الجبلية بينما يولدان كهرباء رخيصة من الفحم والنفط والغاز وهي خامات كانا يحصلان عليها من جيرانهما مقابل تزويدهم بالماء صيفا. وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي في 1991 توقفت موسكو عن اصدار اوامرها وانهار نظام الطاقة وتحولت الاراضي الزراعية الى صحارى ملحية. في غضب قال بازراباي مامبليوف نائب رئيس الوزراء القرغيزي عدد سكان الاردن واسرائيل 11 مليون نسمة ويستهلكون ثلاثة مليارات متر مكعب من الماء. بينما أمو داريا وسير داريا ينتجان 110 مليارات متر مكعب من الماء سنويا وهي لا تكفي. هذا عبث. ويشير خبراء الى ان نحو 50 في المئة من مياه المنطقة القاحلة تضيع هباء بينما تزداد صراعات المياه في اسيا الوسطى الهشة. واعتادت اوزبكستان قطع امدادات النفط والغاز عن قرغيزستان المجاورة في الشتاء البارد اذا تأخرت في سداد الاقساط. ونظرا لضعف اقتصاد كل من قرغيزستان وطاجيكستان فانهما لا تستطيعان شراء الوقود لتشغيل محطات الكهرباء في الشتاء. وحاليا تتحولان الى النظام الكهرومائي وكثيرا ما يسفر هذا عن اغراق اراض بدولة مجاورة بالقرب من المصب فتستشيط غضبا. في المؤتمر وجه خليل الله رئيس لجنة حماية الطبيعة في أوزبكستان الاتهام الى الوفد القرغيزي قال: أغرقتم مراعينا وقرانا ودمرتم طرقنا. من جهة اخرى تخشى أورزبكستان ان افغانستان الافضل اقتصاديا قد تستخدم مزيدا من الماء من أمو داريا على الحدود. كما يريد الرئيس التركماني صابر مراد نيازف اقامة بحيرة في الصحراء لتخليد ذكرى حكمه تأخذ ماءها من امو داريا. وتقول تركمانستان ان بحيرة القرن الذهبي ستستمد ماءها من مياه المصارف بينما تخشى أوزبكستان ان تستولي البحيرة على مزيد من المياه من امو داريا. ويزداد شح الماء تعقيدا بالمصير المحزن لبحر أرال الذي يقع بين قازاخستان واوزبكستان وكان رابع أكبر بحر مغلق في العالم. انه حاليا في نصف حجمه الاصلي ويزداد صغرا بسبب امتصاص الماء من النهرين اللذين كانا يزودانه بالماء في العهد السوفيتي. كما بات البحر من أكثر بقاع العالم تلوثا وتحولت قرى صيد السمك على سواحله الى مدن اشباح. ويقدر خبراء ان نحو 75 مليون طن من مزيج سام من الاملاح والاسمدة تخرج من الارال سنويا.