DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

من سفوح جبال جازان وفي الاطار الأمير سلطان بن سلمان

أنقذوا ما بقي من فيفا؟

من سفوح جبال جازان وفي الاطار الأمير سلطان بن سلمان
من سفوح جبال جازان وفي الاطار الأمير سلطان بن سلمان
أخبار متعلقة
 
أجدها فرصة، وبمناسبة الندوة التي نظمتها الهيئة العليا للسياحة عن التراث العمراني لكي أضع أمامهم هذه الملاحظات. لا أحد ينكر ما للتراث من تاريخ عريق وكما ندرك أن التراث العمراني قد واجهته مشاكل عديدة نظراً للتطور العمراني الحديث الذي شهدته المدن والقرى وأتى على الأخضر واليابس كما يقال وذلك فيما يتعلق بالمباني التراثية وحيث هجر الناس القرى والبيوت الحجرية التراثية ذات الطراز الجميل وبنوا مساكن جديدة في أماكن حول هذه القرى وأصبح هجرهم لهذه المباني التراثية المهمة قد شكل شيئاً أن صحت التسمية من العبث بهذه المباني التراثية سواء من قبل الإنسان أو من قبل عوامل التعرية وتهدمت أكثر هذه المباني وأصبح التطور العمراني في المدينة يشكل خطورة على أي قرية من المناطق السكنية ذات الطابع التراثي بأي صورة من الصور، وأقول هنا إننا في حاجة إلى أن تتكاتف الجهود لحماية هذا التراث العمراني والمحافظة عليه والعمل على أن يكون لهذا التراث مكانة في نفوسنا باعتباره إرثنا الحضاري وباعتباره التراث الملموس المادي الذي تعامل معه الآباء والأجداد ومهما اختلفت الطرز المعمارية ومهما اختلفت المواد الخام فهي كلها تعني معالجة ذلك الأب أو ذلك الجد الذي أنجز هذا المبنى وبالتالي فنحن أمام مواجهة مهمة للحفاظ على هذه البيئة التراثية التي تعبر عن الهواية العمرانية للإنسان السعودي في أي منطقة من مناطقنا الحبيبة. أن التراث العمراني الذي يشكل اليوم أهم محاور الاهتمامات الدولية في بلدان العالم حري به عندنا أن نعمل على ان يكون ذلك التراث هو محور اهتمامنا هذا وأني أشكر الهيئة العليا وعلى رأسهم سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز حيث نظمت في هذه الأيام ندوة عن التراث العمراني والمحافظة عليه وسبل حمايته، هذا وإني أدعو الله لدولتنا الفتية النصر والتأييد، لقد قدمت لمواطن هذا البلد والمقيم خدمات لا نستطيع حصرها ولكن مع الأسف إذا لم تتكاتف جهود المواطن فإن الجهود الرسمية ستضيع هباء أمام هذا الزخم الذي تعاني منه المنشآت والمباني التراثية، وإنني هنا أطالب الهيئة العليا للسياحة بأن تصدر أوامر صارمة في حق من يسيء إلى تراثنا الذي نشأ عن أجدادنا رحمهم الله أو يحاول القضاء على هذا التراث المعماري وذلك بغرامات مالية مع السجن جزاء لمن لا يحترم تراثنا الغالي وخاصة في المرتفعات الجبلية التي توجد بها مبان تراثية من الحجر واللبن والطين وهي إسطوانية مدورة تلفت الناظر إليها بالجمال والرونق الساحر خاصة بعد هطول الأمطار وكذلك الأشجار المرتفعة الغنية بالزهور العطرية التي تفوح رائحتها والأوراق الحاجبة عن الشمس وتجلب الهواء البارد وتضفي على الجبل من الجمال بعد الأمطار إضافة إلى الجو المعتدل في تلك البيوت التراثية صيفاً أو شتاءً، ومن تلك المرتفعات التي أتكلم عنها جبال فيفا التابعة لمنطقة جازان والتي تبعد عنها بحوالي 80 كيلو متراً حيث أنه يوجد سوق شعبي على قمة الجبل يسمى سوق الاثنين يرتاده المواطنون بالأسبوع مرة وكانت توجد في هذا السوق شجرة التألق تغطي السوق من جوانبه بالظل حاجبة الشمس تماماً وتأتي بالجو البارد ويقول بعض كبار السن من أجدادنا أن هذه الشجرة أتى بها رجل يدعى الحزامي في عام 1210هـ حيث بحث عنها في أحد جبال اليمن وكلف من أتى بها صغيرة ان يلف عليها قليلاً من الطين وهي مثل شجرة الحبق من صغرها ثم زرعها في هذا السوق باعتباره صاحب السوق وكان مهما في عشيرته ثم نمت وكبرت وغطت السوق حتى في مواسم الأمطار إذا لم يكن المطر بغزارة كانت تغطيهم وتحجبهم عن المطر الخفيف وعاشت إلى غاية عام 1395هـ وبعد ذلك قام بعض المواطنين بمحاربتها حتى قضوا عليها من إجل إقامة دكاكين حديثة من البلك والمسلح وقضوا على شعبية السوق تماماً كان يتكون من حوانيت حجر وبعض الأخشاب وكذلك البيوت التراثية نفس الوضع قضوا على بعضها والباقي في طريقة للإنقراض من أجل المسلح. أنني أطلب من الهيئة العليا للسياحة تكليف لجنة تذهب إلى فيفا لتنقذ ما بقي من التراث هناك من الأشجار والبيوت القديمة وترشد المواطنين بالمحافظة عليها. والله الهادي إلى سواء السبيل الغيور على تراث الوطن ـ حسن علي قاسم الفيفي