أخبار متعلقة
منذ 4 أشهر أغلقت بلدية محافظة الأحساء مسلخ سوق المواشي، الذي كان يخدم شريحة واسعة من المواطنين، بالإضافة إلى المطاعم والمطابخ، التي منع الذبح داخلها، وقطاعات أخرى.
كان المسلخ يضم عددا من الأطباء البيطريين الذين يكشفون على المواشي التي ستذبح، كما يضم كافة التجهيزات، اللازمة لذبح منظم.
وبعد الإغلاق انتشر وبشكل كبير الذبح العشوائي داخل الحظائر دون الكشف على المواشي، ووسط الأوساخ والمخلفات، التي يحوم عليها الذباب والحشرات.
تجولنا في السوق، وبعد شراء ذبيحة أمسك بنا عامل وافد، وعرض بصيغة الطلب ذبح الذبيحة، سألته: أين ستذبحها؟ فأشار بيده إلى حظائر تقع خلف السوق، تبعد عن مكاننا قليلاً، لم أصدق حجم انتشار هذه العشوائية.
أوساخ وذباب طائر
اتفقت مع العامل الوافد على إتمام عملية الذبح، جال بي في طريق ترابي تتصاعد منه الأتربة والغبار، حتى وصلنا إلى حظيرة، فتح بابها وشاهدنا الأوساخ والذباب الطائر بكثافة حول بقع دم كانت من مخلفات عمليات ذبح سابقة، تم تجميعها في حوض حديدي.
أخرج العامل سكينه وبدون أي مقدمات جز رأس الخروف، ذهبت إلى السيارة لاحضار الكاميرا، وما ان علم بانتمائي للصحافة حتى توقف عن إكمال العملية، فنقلت الذبيحة إلى المسلخ لإكمال عمليات الذبح والسلخ.
إغراءات للعشوائية
في اليوم التالي عدت لاكمل أنا بدوري جولتي على السوق، ومعرفة سبب إغلاق المسلخ.. فبادرني خليل إبراهيم الحسين، الذي يعمل في البيع منذ قرابة ربع قرن، فقال: ما ان يشتري زبون منا رأس غنم حتى يلتف حوله العمال الوافدون، مقدمين له الاغراءات لذبح ذبيحته، البعض يرفض، والبعض الآخر يقبل، وهذا ما زاد من حجم عشوائية الذبح في السوق.
موسم الازدحام
ويشكو صلاح الموسى من ملاحقة العمالة الوافدة للزبائن، يقول: تحدث عملية المطاردة فور إتمام عملية الشراء.. ويبدي الموسى مخاوفه من سلامة وصحة الأغنام التي يشتريها الزبائن، ويذبحونها دون الكشف عليها من قبل طبيب بيطري. أو يضطرون إلى الذهاب إلى سوق الأغنام في الهفوف، لذبحها في مسلخ السوق.
ويقول سعد البريك (أحد تجار الأغنام): نحن الآن على وشك دخول شهر رمضان، وموسم الأعياد ليس ببعيد عنا، وحينها ستحدث حالة ازدحام واختناق شديدتين في مسلخ لسوق الهفوف والمبرز. ويبدي البريك استغرابه من إغلاق المسلخ دون إبداء الأسباب للزبائن.
المستثمر لا يعلم
ولا يملك عبدالرحمن السليم، مشغل ومستثمر المسلخ، تبريرا لإغلاقه، يقول: تم طرح منافسة تشغيل المسلخ، وتقدم للمنافسة 7 مستثمرين، كنت أحدهم، وأرسي العقد علي في 22 من شهر ربيع الثاني الماضي، فلقد تقدمت بأعلى سعر (309 آلاف ريال في الشهر 000ر708ر3 ريال في العام)، ولكن المسلخ مغلق، ولم تخبرنا البلدية بموعد تشغيله، وحينما سألنا المسئولين فيها عن الموعد قالوا أنهم ينتظرون مندوب وزارة المالية والاقتصاد الوطني للتوقيع على خطاب الترسية، ومنذ 4 أشهر نحن ندفع شهرياً 309 آلاف ريال، بالإضافة على رواتب طاقم العمالة والأطباء، ولكنهم يجلسون على بوابة المسلخ بدون عمل، والمشكلة تزداد يوماً بعد آخر، إضافة إلى الذبح العشوائي الذي انتشر في السوق، وهذا يمثل خطرا على صحة المستهلكين، ولكننا ننتظر إجابة أو تحركا سريعا من بلدية محافظة الأحساء.
المسلخ المغلق ينتظر قرار الفتح