DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

فرحان الفرحان

فرحان الفرحان

فرحان الفرحان
فرحان الفرحان
أخبار متعلقة
 
في زمن الطفو الإعلامي السائد . انحسرت القصائد المدهشة. التي تشكل مساحات ضوئية مبهجة على خارطة مشهد الشعر الشعبي المعاصر . فلم نعد نرى ما يجعلنا قادرين على الإفلات من ذواتنا. وتحرير أرواحنا المكبلة بسلاسل المادة لتحلق في عوالم التجلي مستعيدة بناءها الجمالي الذي تهدم تحت تسارع عجلة الحياة .. يحاصرك تجهم الحياة المادية فتسرق ذاتك من ذاتك . لتمارس محاولة تجريب منح فؤادك المثقل بأوجاع الزمن . مساحة محدودة من الغناء الشجي في ملكوت نص ٍ شــعري ٍ . كتب بلغة حديث القلوب الشافة . حتى تعيد إلى ذاتك اتزانها وتناغمها . مع واقع حياة ٍ صاخبة زجت بك المتغيرات المتسارعة إلى أتونها بلا مقدمات . تمكنك من محاولة فهم فلسفة التعايش معها بسلام . تدخل مخزن المنجز الشعري للسنوات العشر التي غادر محطاتها قطار الزمن .. بحثا ً عن الـنـص المنشود .. تتحسس في يديك المرتجفتين أهرامات من الأوراق ( صحف , مجلات , دواوين ) مكدسة تحت الظلام في ذلك المخزن المعتم , تجد أن هذه الأوراق التي تركها من مروا في معبر الشعر قد تحللت وتحولت , إلى مسحوق ٍ يشبه خليط الطين والرماد .. تتراجع إلى الخلف بحثا ً عن أوراق ٍ خـزنت حديثا ً .. ترفع اكثر من ورقة فتجد أن كيمياء الشعر الرديء قد عبثت بخاصية الحبر , فاختفت معالم النص الذي دون ذات غفلة ولم يتبق منه سوى رسم باهت لعظام جمجمة بقيت من صورة الشاعر التي كانت تطل ببلاهة على النص من أعلى .. تدقق في ملامح الجمجمة فتجد الفكين متباعدين فتكتشف أن كاتب النص كان يبتسم للكاميرا أثناء التصوير ..!! تتأمل ملامح الجمجمة فيدهشك , تطابق ملامحها مع جمجمة إنسان العصر الحجري وإن كان وعاء الدماغ في الجمجمة الحجرية اكبر قليلا .!! تصاب بالذعر من ملامح الموت .. تتراجع بخطوات ٍ مرتبكة للخلف بحثا ً عن شــعر ٍ مؤرشف في زمن ٍ احدث .. بالقرب من مدخل مخزن المنجز الشـعري تجد أن عـامل الزمـن لم يعبث بالأوراق بعد .. ترفع ورقة شعرية فتجدها مثقلة بنص ٍ شعري ٍ متشنج العبارة .. بليد العاطفة .. .. باهت الصورة .. تصاب بالغثيان , فتنفض يدك لتسقط الورقة تحت قدميك .. تكرر المحاولة اكثر من مرة فتصل إلى النتيجة نفسها مع اختلاف اسم الشاعر واسم المطبوعة .. تصاب بخيبة أمل ٍ مريرة .. تجرجر خطاك إلى أهرامات الدواوين المطبوعة فتجد أن آفـة الأرض قد استمتعت بنوعية الورق الفاخر الذي اسـتخدم في طـباعة الدواوين .. يحاصرك الإحباط .. تتـجه إلى أكـوام أشرطة الدواوين الصوتية .. ترفع الأول فيسيل من بين فتحاته قطران أسود , يترك أثر إثم المحاولة على أصابعك .. ترفع الثاني فينساب منه وحل يلوث ملابسك , فيعصف بك الندم. يحيط بك الأسى. وأنت تشاهد آمالك بالغناء الآسر تحتضر في مخزن المنجز الشعري .. تقفل راجعا ً, وبعد أن تعبر بوابة الخروج تفاجأ بجمهرة من شعراء زمنك المعاصر وقد تحلقوا حولك , وتعالى صراخهم , وتداخلت أصواتهم حتى أصبحت عاصفة هوجاء من الصخب .. تمهل سـيدي .. لا تكن بريئا ً وتعتقد انهم يحتجون على تهدم الشعر , بل كل هذا التظاهر المفعم بالتشنج مرده أن كل واحد منهم يريد أن يقرأ عليك قصيدته البائسة , والتي صور له غروره أنها النص الذي سيحرر روحك المتعبة من تسارع الحياة , ويبلسم جراح قلبك المنهك ..!! ستسأل يا سيدي كيف تستطيع الإفلات من لجاجـتهم وقلة حيائهم وضعف إدراكـهم وهزال شعرهم .. أقول لك ليكن نبي الله ( أيوب ) قدوتك , فلاتحاول محاورتهم بالتي هي أحسن حول وهن ما ستسمع .. ستقف يا سيدي الكريم على أكوام آمالك المنهارة وستستمع لهذيانهم إما بتسامحك وصبرك مع نكبات فكرهم واما بقانون ( المشعاب ) الذي يتعاملون به مع المتلقي . من أوصلنا إلى هذا الدرك الأسفل من الشعر ..!! أين طريق الخلاص من هذا الوباء المتطاول .؟؟ @@ معرج شـعر : ==1== غن لـ ( جراح التراب ) وللسـنان اللي طعني ==0== ==0==ولحزن يطرق بليل الشرق الأوسط كل باب كان جرحي ما سكن حرفك مثل ما هو سكني==0== ==0==فالشـعر رده .. ومن يرتـد لازم يسـتتاب==2==