واصل مجلس الشيوخ الامريكي تحديه للرئيس جورج بوش فيما يتعلق بما يسمى اعادة إعمار العراق حيث صوت المجلس بأغلبية 87 صوتا مقابل 12 على اقتطاع جزء من التمويل المطلوب وتحويله إلى قروض.
وصوت المجلس أيضا على اقتطاع 9ر1 مليار دولار من المبلغ الاصلي الذي طلبه بوش ومقداره 3ر20 مليار لاعادة الاعمار وإرساء الامن في العراق ثم وافق على الصفقة التي تبلغ 1ر85 مليار دولار معظمها مخصصة للعمليات العسكرية الامريكية وثلثها تقريبا لاعادة الاعمار.
وكان مجلس النواب قد صوت في وقت سابق من يوم الجمعة بأغلبية 303 اصوات مقابل 125 لصالح طلب بوش 87 مليار دولار بالكامل وساند بوش في طلبه أن تكون أموال إعادة الاعمار منحة مباشرة للعراق ورفض محاولة لتحويل بعض مساعدات إعادة الاعمار إلى قروض وجاءت نتيجة التصويت 226 صوتا مقابل 200. وطلب نواب ان تكون 20 مليار دولار قروضا وليست منحة.
وقال تيم بولاي المتحدث باسم لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ إنه سيتم إرسال الصيغ المتناقضة لمشروع القانون إلى لجنة مشتركة من مجلسي الشيوخ والنواب للتوفيق بينهما. وستعاد الصيغة التوفيقية إلى مجلسي النواب والشيوخ للموافقة النهائية عليها قبل إرسالها إلى بوش للتوقيع على المشروع.
وقد أثار طلب بوش في الشهر الماضي مبالغ إضافية أسابيع من الجدل وأثار تساؤلات جادة بين الناخبين حول لماذا يجب على الولايات المتحدة إنفاق مبلغ 3ر20 مليار دولار على البنية التحتية في العراق.
ويفترض المنتقدون أن العراق هو ثالث أكبر دولة في العالم من حيث الاحتياطي النفطي وأنه سيكون قادرا على سداد القرض على مدى السنوات القادمة.ويشعر المنتقدون بالقلق تجاه العجز المتوقع في الميزانية الامريكية العام القادم والذي يبلغ رقما قياسيا وهو 500 مليار دولار.وتريد إدارة بوش مبلغ 3ر20 مليار دولار كمنحة مباشرة للعراق للرد على الانتقادات الدولية التي تتهم الولايات المتحدة بغزو العراق من أجل احتياطيه النفطي. ويقولون أيضا إن العراق لا يستطيع تحمل أية ديون إضافية.وهناك ثمة تساؤل رغم ذلك حول موافقة الجمهوريين والديمقراطيين على مبلغ 6ر66 مليار دولار لمساندة الجيش الامريكي في العراق.وقد وضع مجلس الشيوخ أساسا هاما في تصويت يوم الجمعة بتصويت مساء الخميس عندما تحدى ثمانية من الجمهوريين الضغوط القوية من جانب البيت الابيض وصوتوا مع الديمقراطيين بأغلبية 51 صوتا ضد 47 لتحويل نصف قيمة ميزانية تمويل إعادة الاعمار وهي 20 مليار دولار إلى قروض.
وسوف يسمح القانون رغم ذلك لبوش بأن يتنازل عن القرض إذا تخلت الدول الدائنة الاخرى عن 90 بالمئة على الاقل من ديونها المستحقة على نظام صدام حسين السابق.
ووصف زعيم الاقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ توم داشيل التصويت بأنه لحظة حاسمة" توضح بأن الجمهوريين راغبون في الوقوف في وجه تلك الادارة في موضوعات يهتمون بها بعمق.وانعكس هذا الشعور في تصريحات الجمهوريين الذين خرجوا عن الخط. وقال السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام في مقابلة إذاعية أمس الجمعة لقد كلفتنا هذه الحرب خسائر في الارواح أكثر مما كنا نأمل ومازالت هذه الخسائر مستمرة.
وأضاف أعتقد أنه ليس من المنصف أن نطلب من الشعب الامريكي أن يقوم بعمل كل شئ بدون أية مساعدة من الشعب العراقي الذي يجلس على بحر من النفط.وتعكس تصريحات جراهام صدى الاستياء القائم على مدى أسابيع من الجدل بأن العراق سوف يستخدم البنية التحتية التي ستمولها الولايات المتحدة وخاصة البنية التحتية النفطية في تحقيق أموال سوف تستخدم في سداد مبلغ 200 مليار دولار ديون وأقساط ديون مستحقة على العراق لصالح المملكة وفرنسا وألمانيا وروسيا.وأضاف جراهام نحن لم نذهب للعراق لنأخذ نفط أحد.لقد أنفقنا 70 مليار دولار وفقدنا أرواح 350 من جنودنا ولا أحد يفعل ذلك من أجل النفط.