قرأت يوما عبارة جميلة تقول (إننا نستمع لغيرنا لا لا لأننا نريد مصلحة منهم لكن لكي نبني علاقات وطيدة معهم) .
من المؤكد أن أفضل أنواع الفنون في التعامل مع الناس هو فن الإنصات. إحدى المهارات التي تتطلب قدرا كبيرا من الصبر والتفهم والوعي. وليس هناك أكثر تأثيرا في النفس من أن تجد الشخص المناسب يستمع إليك عندما تقفز فرحا أو تنزوي ضيقا من موقف ما . يقول الأستاذ/ محمد النغيمش (يحب الناس المنصت لأنه المغناطيس الذي يلجأ إليه الناس لتفريغ همومهم وأحزانهم وحتى أفراحهم. فهو الذي يشعرهم في كنفه بالاحتضان والتقدير. فما أجمل أن ترى أذناً صاغية بهدوء ووقار لشخص يكاد يضيق بالغضب أو الحزن ذرعاً. إنها خدمة جليلة يقدمها إلينا من دون مقابل مادي). وفي القدرة على الإنصات في رأيي فوائد كثيرة منها:
- إعطاء نفسك فرصة لمراجعة ما تريد قوله.
- إيحاء للمتحدث بأنك أقوى مما تبدو عليه.
- طاقة كبيرة من الحب تستطيع إفراغها كلما سمحت لمن تحب بالحديث.
- قوة في السيطرة على انفعالات الغضب ، الارتباك ، القلق ... الخ.
- قدرة على كشف الانفعالات الحقيقية للطرف الآخر . من خلال التركيز في ملامح وجهه.
-التقليل من الكلام الذي قد يودي أحيانا بهيبة صاحبه وحضوره.
- كسب أكبر عدد من الأصدقاء ( وهذا ليس سهلا هذه الأيام ).
- تعطي الآخرين إحساسا بالاحترام والثقة بهم.
- قدرة على تكوين رأي صائب فالإنصات بمعناه الآخر تأمل في المشكلة أو الموضوع.
- زيادة معلوماتك لكثرة انصاتك مما يجعل من حولك يأنسون بك.
ولكن كيف لنا أن نفعل ذلك ... لا تدعني أضجرك بالحديث .. سأخبرك ذلك في دقائق:
-لا تشغل نفسك بأي أمور أخرى ( كالرد على الهاتف مثلا أو كثرة الحركة في المكان ، أو مشاهدة التلفزيون). واتجه بجسمك كله لمن يتحدث إليك.
- لا تقاطع المتحدث فإن هذا قد يحدث سوءا للفهم أحيانا .
-خذ نفسا عميقا وهادئا لتدفع طاقتك لقدرة أكبر على الإنصات.
-لا تفكر في الرد سريعا وانتظر حتى تجمع أفكارك لتصيغها بشكل واضح في ردودك.
-تابعه باهتمام دون مبالغة .. لا تتصنع ذلك.
-لا تجعل هدفك تقصي زلات لسانه. فربما كانت بعض أفكار المتحدث المشوشة بسبب ظرف ما سبب في اختياره لبعض العبارات غير المقبولة.
-قاطعه بلطف بين الحين والآخر ليشعر بأنك معه واسأله بعض الأسئلة الاستفسارية . مثلا ( هل تعني بكلامك كذا.. ).
- لا تحاول ... أبدا لا تحاول إجادة فن النصح دون أن تعطي المتحدث فرصة لإفراغ شحنة الانفعال لديه أيا كانت. وتذكر أن لا تتبنى وجهة نظرك بل ضع نفسك مكانه.
- بعض الأشخاص قد يتحدثون لمجرد الشعور بالأمان... فلا تجهد نفسك دوما لتجد الحلول لما تسمع.
- عندما ينتهي اختصر كلامه في بعض العبارات ليشعر بأنك كنت معه.
-حاول أن تتعود أن تراقب نفسك وأنت تستمع للشخص الآخر واعتذر ان بدر منك ما يضايقه. وان كنت تتطلع الى أداء أفضل فاقرأ هذا الحديث : (روى الطبراني بإسناد صحيح عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بوجهه وحديثه على شر القوم ، يتألفه بذلك، وكان يقبل بوجهه وحديثه عليّ حتى ظننت أني خير القوم).