ليست لدي احصائية دقيقة عن عدد المدربين في انديتنا السعودية واقصد مدربي الالعاب المختلفة خاصة الفردية ولكنني اعتقد ان عددهم يفوق المئتي مدرب ندفع لهم رواتب وبدل سكن وتذاكر سفر لهم ولعائلاتهم ونتكفل بعلاجهم بموجب العقود التي نوقعها معهم. ومع ذلك لم يقدم لنا السواد الاعظم منهم اي انجازات تخدم الوطن رغم اننا اوجدنا لهم البنية التحتية وهيأنا لهم كل السبل لتحقيق النتائج. وللاسف الشديد لانجد من يحاسبهم او حتى يسألهم عن عدم تحقيق اي انجاز اوتقديم اي بطل في هذه اللعبة او تلك.. فالامور (سايبة) فلا الاندية تسأل ولا مكاتب الرئاسة تتابع والنتيجة خسائر مالية كبيرة واخطاء فادحة تعيق تحقيقنا اي تطور في مثل هذه الالعاب ولكم ان تتصوروا العابا مثل الجمباز والتايكوندو والكاراتيه والتنس الارضي وتنس الطاولة وكرة الماء والاسكواش والسباحة وغيرها الكثير من الالعاب التي ترهق كاهل الرئاسة عندما تتعاقد الاندية مع مدربين لايغنون ولايسمنون من جوع.
لقد كتبت قبل عام ونصف العام عن فكرة تغيير سياسة الرئاسة العامة لرعاية الشباب واستراتيجيتها نحو هذه الالعاب وطرحت فكرة تغيير الاستراتيجية الحالية بحيث ننشىء اكاديميات في مختلف مناطق المملكة لمثل هذه الالعاب وبدلا من ان نتعاقد مع 100 مدرب تنس او مثله لكرة الماء او الجمباز لايقدمون لنا شيئا نتعاقد مع خمسة او عشرة مدربين اكفاء نوزعهم على هذه الاكاديميات وعندها سنعرف كم كنا مخطئين وكم اضعنا من الوقت والجهد والمال عندما سمحنا لكل من هب ودب بالحضور الينا ليأخذ ولا يعطي لان فاقد الشيء لا يعطيه ومعظمهم وللاسف الشديد لايملكون شيئا لتقديمه لنا. وصدقوني اننا لم نسمع عن اي بطل عالمي تخرج من احد الاندية، بل ان كل ابطال العالم في مختلف الالعاب سواء العاب القوى او السباحة او الجمباز او غيرها تخرجوا من اكاديميات متخصصة. وهذا يؤكد اننا نسير في طريق خطأ ووفق استراتيجية لاتتناسب وطموحاتنا. ورغم ان هذه الفكرة ستوفر المال لنا وستمنحنا الفرصة للتخطيط لمستقبلنا الا انني لا اعتقد انها ستطبق على المدى القريب على الاقل ولا اعرف السبب وراء ذلك. واذا كان ذلك صحيحا فكم اتمنى ان يصدر قرار بان يكون جميع مدربي هذه الالعاب من السعوديين على ان تبقى الامتيازات الحالية من بدل سكن وتذاكر كما هي عليه الان حتى يكون على الاقل سمننا في دقيقنا.
ولكم تحياتي