البنتاغون محرج اثر تصريحات جنرال صور الحرب على الإرهاب على أنها صراع ديني.
تجد وزارة الدفاع الأمريكية نفسها محور جدل كبير بعد تصريحات محرجة من أحد مسئوليها العسكريين الكبار الذي صور الحرب على الإرهاب على أنها معركة روحية يشنها المسيحيون ضد الشيطان.
وقد أعرب برلمانيون وجمعيات مختلفة عن صدمة كبيرة إزاء تصريحات الجنرال وليام بويكن الذي عين في يونيو الماضي في منصب نائب مساعد وزير الدفاع المكلف بقسم جديد لمطاردة أسامة بن لادن ومسئولين آخرين في منظمات إرهابية.
وثار الجدل بعدما بثت محطة (ان بي سي) التلفزيونية الأمريكية مقتطفات من كلمات ألقاها هذا الجنرال المخضرم في القوات الخاصة، في كنائس انجيلية بلباسه العسكري في السنتين الأخيرتين.
ونشرت صحيفة (لوس انجليس تايمز) كذلك الخميس تحقيقا طويلا عن الجنرال بويكن. وذكرت الصحيفة ان بويكن قال غداة تعيينه في البنتاغون، ان المسلمين يكرهون الولايات المتحدة لاننا امة مسيحية مضيفا لن يتم القضاء على عدونا الروحي الا اذا وحدنا صفوفنا ضده باسم يسوع المسيح.
وتبدو تصريحات بويكن كأنها تتعارض مع تأكيد الادارة الاميركية الطويل على ان الحرب على الارهاب غير موجهة ضد الاسلام.
وتعليقا على هذا الامر قال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد انه لم يقرأ او يطلع على تصريحات الجنرال التي نقلتها صحيفة لوس انجليس تايمز يوم الخميس. ورفض القول ما اذا كان سيطلع عليها.
وقال للصحافيين ما قال جاء بصفة شخصية (..) هناك العديد من الامور التي يقولها مسؤولون عسكريون او مدنيون او مسؤولون في الكونغرس او في السلطة التنفيذية تعبر عن آرائهم الشخصية. هذه هي طريقة عيشنا. نحن شعب حر.
وقال الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية للوهلة الاولى لا يبدو انه تم انتهاك اية قواعد عسكرية من خلال تصريحات الجنرال بويكن.. لكن مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) أدان هذه التصريحات التمييزية وطالبت باقالة الجنرال بويكن من منصبه.
واعتبر مدير المنظمة المسلمة الرئيسية في الولايات المتحدة نهاد عوض ان تعيين رجل لديه هذه الافكار المتطرفة في منصب سياسي كبير لا يوجه رسالة جيدة الى العالم الاسلامي المشكك في الاساس بالنوايا الاميركية.
وشارك الجنرال بويكن في مهمة القوات الخاصة الاميركية لانقاذ الرهائن الاميركيين في ايران عام 1980 والتي فشلت فشلا ذريعا. كما تولى عمليات البحث عن زعيم المخدرات الكولومبي بابلو اسكوبار عام 1992 وقاد الحملة الاميركية في الصومال عام 1993 التي انتهت بمقتل 18 جنديا اميركيا.
ونقلت صحيفة لوس انجليس تايمز عن بويكن قوله امام جماعة كنسية في اوريغون ان الرئيس الاميركي جورج بوش لم ينتخبه غالبية الناخبين ولكن الله هو الذي اختاره ليكون رئيسا للولايات المتحدة.
وفي حزيران/يونيو 2002 تحدث امام تجمع كنسي في (بروكن ارو) في اوكلاهوما وعرض عليهم صورة قال انه التقطها في مقديشو بعد الحملة على الصومال وعليها علامة سوداء غريبة، طبقا للصحيفة.
وقال للحشد أيها السادة، هذا هو عدوكم انه أمير الظلام. انه حضور شيطاني في تلك المدينة أظهره لي الله على انها العدو.
وفي خطاب في إحدى كنائس دايتونا في فلوريدا في كانون الثاني/يناير الماضي تحدث بويكن كيف ان ضابطا في قوات زعيم الحرب الصومالي محمد فرح عيديد ظهر على تلفزيون شبكة سي ان ان بعد فشل غارة استهدفته وشنتها قوات النخبة الأمريكية، قائلا ان الاميركيين لن ينالوا منه لان الله سيحميه.
ونقل عن بويكن قوله تعليقا على ذلك حسنا، هل تعلمون شيئا (..) كنت اعلم ان الهي كان اكبر من الهه. كنت على يقين ان الهي اله حقيقي بينما الهه مجرد وثن. وأضاف انه تم القاء القبض على ذلك الضابط الصومالي فيما بعد.
وذكرت الصحيفة ذاتها ان تصريحات بويكن العلنية تضمنت كذلك قوله ان المسلمين الضالعين في الإرهاب لا يمثلون الدين الإسلامي وهو ما يتوافق مع الموقف المعلن للإدارة الأميركية.