المكياج وما ادراك ما المكياج.. ذاك المخترع العجيب الذي له فعل السحر يجعل للمرأة شكلا اخر ويمنحها الجاذبية والجمال الزائفين، هو مسرحية من صنع الغرب في محاولة منه لتحويل الجمال الطبيعي الى اخر من صنعهم وبالمواصفات الخاصة بهم هم دون سواهم، وقد افلحوا في اخراجها بالصورة التي يريدونها واستطاعوا تنفيذ ذلك المخطط وما لبث الفنانات والمطربات ان ارتدنه، وسرعان ما تأثر بهن شبابنا وغدون فتيات احلامهم واصبحت صورهن تزين غرفهم وجدران منازلهم، وبدأوا يدافعون عن اولئك الفنانات والمطربات بشتى السبل، وذهب بعضهم يعلنها صراحة ويقول: (الله ما اجمل هذه الفنانة وما احلى هذه المطربة).
وفي ظل هذا الزيف والزحف الكبيرين اللذين صنعهما الغرب وضعوا مواصفات ومقاييس لهذا الجمال فاصبح الكثيرون يصفقون لهؤلاء المطربات والفنانات ويرسمون في مخيلتهم ملامح شريكات حياتهم بذات مواصفات اولئك الفنانات كأن يرسم احدهم صورة لشريكة حياته بجمال باسكال وبعيون كلوديا الشمالي وبشفاه هيفاء وهبي وبخفة دم نورمان اسعد وبسحر نوال الزغبي كوكتيلا هكذا.
واتساءل هنا: هل رأيتم هؤلاء الفنانات والمطربات قبل ان يضعن المكياج هل سألتم انفسكم ولو لمرة واحدة لماذا ترافقهن متخصصات في الكوافير والمكياج لدى قيامهن بكل عمل؟
تدخل الفنانة قبل أدائها لاي عمل فني على اولئك المختصين (اختصاصي التجميل والكوافير) وحينها يكون وجهها باهتا شاحبا وعيونها غائرة وجسمها مترهلا، وانفها متعرجا، وشعرها خشنا، وقوامها مختلا، وبعد فترة تخرج ملكة لجمال الكون فاتنة الشباب قاهرة الصبايا وتظهر لهم بصورة غير التي الفوها وشكل اخر بعد ان فعل فيها المكياج فعل السحر ولا ندري ماذا حدث لها وماذا حل بها في تلك الغرفة وتصبح (الشيفة) حلوة و(تهبل) ويصير الشباب الذين تخدعهم تلك المظاهر (يونون الونات) ويتغزلون فيهن وكأنهن قدمن من كوكب اخر ويذهب بعضهم لابعد من ذلك فتجود قرائحهم فيهن بقصائد غزلية.
ويقول اخرون (اه ليست هذه معشوقتي) والمدهش ان اغاني فنان العرب محمد عبده وقيثارة الشرق طلال مداح اصبحت تهدى لهن اعجابا بهن وتصبح تلك الفنانة والمطربة هي مواصفات شريكة الحياة التي ينتظرها ويعقد عليها آماله.
ولو تدبر اولئك الشباب الامر قليلا واقتربوا ودققوا قليلا لكشفوا المستور ولعلموا ان ذاك الجمال الذي سحرهم سيزول مع اول قطرة ماء تصل وجهها وتسيح المساحيق وقد افلحت العديد من شركات التجميل في تطوير هذا الجانب واصبح في مقدور المرأة تحديد حجم شفاهها ورموشها وانفها وقد ارتاد العديدون ذلك بل تنافسوا عليه. ولو نظرنا قليلا لحال مطرباتنا مع احترامي لفنهن وتقديري لانسانيتهن لوجدنا ما سردنا انفا حقيقة ماثلة (فليلى علوي) واحدة ممن يدمن المكياج وصباح وما ادراك (حرام ما يحتاج لحشها) وجيهان نصر التي صنعت منها الصور والكاميرات (المفلترة) ساحرة لقلوب الشباب وهي بالفعل تستحق وبكل جدارة لقب ساحرة المكياج وباسكال وما ادراك ما باسكال تلك الفتاة التي قهرت قلوب الشباب قاهرها الوحيد هو قطرة ماء من (حنفية) وهيفاء وهي التي ادمنت (ابر) التجميل حتى امتلأ جسمها بالثقوب والهام شاهين (جلي) متحرك تسير وجسمها يهتز وقد رأيتها ذات مرة داخل احد الاستديوهات وبرفقتها معالي زايد ووجدت المساحيق تسكب عليهما سكبا.
وهذه امثلة عن حال فناناتنا ومطرباتنا وبعض احلام شبابنا وقس على ذلك بقية الفنانات والمطربات ولكني اتساءل: لماذا كل هذا الانجراف والتعلق بهؤلاء الذين صنعهم الاعلام ليبعدوا شبابنا عن بنت الخليج التي خلقها الله بأجمل الصفات من طهارة وجمال رباني خال من المساحيق والمكياج الكاذب الخادع؟ ومتى يفوق شبابنا من غفوتهم واحلامهم وينتبهوا لذلك الخطر؟ ومتى يدرك شبابنا وشاباتنا ان المكياج ليس جمالا وان الجمال الحقيقي هو جمال الروح وصفاء القلوب.