أخبار متعلقة
تتختم اليوم اعمال مؤتمر المانحين بشأن العراق في العاصمة الاسبانية مدريد الذي يشارك فيه مسئولون من 70 دولة وسط توقعات بأن يتعهد المانحون بتقديم أكثر من 27 مليار دولار لاعادة بناء العراق الذي خربته الحرب.
ويناقش الخبراء خلال المؤتمر الذي افتتح امس بكلمة لسكرتير عام الامم المتحدة كوفي عنان مشروعات البنية التحتية وغيرها من الاولويات في إعمار العراق، استعدادا للاجتماع الوزاري الذي يعقد اليوم والذي يعتبر أول اختبار جدي لمدى مساندة المجتمع الدولي للجهود الامريكية في إعادة الاستقرار للعراق.
وسبقت المؤتمر ضغوط كبيرة من جانب واشنطن التي تريد أن تتحمل الدول الاخرى جزءا من تكلفة الاعمار رغم معارضة تلك الدول للحرب على العراق وعدم ارتياحها لسير عملية تسليم السيادة للعراقيين.
وساعد قرار جديد للامم المتحدة يساند عملية الاعمار واشنطن في جهودها لكن الجانب الاكبر من الاموال المطلوبة للعملية ستأتي من الخزانة الامريكية. ورفضت فرنسا وألمانيا تقديم مساهمات مالية جديدة ولم ترسلا وزراء للمشاركة في اجتماع مدريد.
ومن بين المشاركين في المؤتمر أيضا إلى جانب عنان، وزير الخارجية الامريكي كولن باول ووزير الخزانة جون سنو ورئيس الادارة الامريكية في العراق بول بريمر.
وقدر المسئولون الامريكيون وخبراء البنك الدولي التكلفة الاجمالي لاعادة البناء بمبلغ 55 مليار دولار حتى عام 2007. ويتوقع أن يسفر المؤتمر عن الحصول على تعهدات بتقديم حوالي نصف هذا المبلغ.
وتعهدت الولايات المتحدة بتقديم 20 مليار دولار ربما يأتي نصفها في صورة قروض.
ووعدت اليابان بالمساهمة بمليار ونصف وبريطانيا (840) وأسبانيا (300) وكندا (260) وكوريا الجنوبية (200 مليون) والدنمارك (100 مليون) والهند (40 مليون دولار).
وصرح متحدث باسم المفوضية الاوروبية بأن الاتحاد الاوروبي سيقدم 825 مليون دولار بما في ذلك المساهمات من كل دولة على حدة خلال العامين القادمين. ويتوقع أيضا أن تعلن بعض الدول العربية عن تقديم مساهمات.
وفي محاولة لاقناع الدول لتقديم أكبر قدر ممكن من الاموال، وافقت الولايات المتحدة على إنشاء صندوق ائتماني متعدد الاطراف مستقل عن المعونات الخاضعة لاشراف الادارة المدنية الامريكية في العراق. ويشارك (صندوق الاعمار الدولي) في المؤتمر لمعالجة مخاوف المانحين الذين يريدون أن يكون لهم دور في تحديد كيفية إنفاق مساهماتهم. ويقول منتقدون إن (صندوق التنمية) الحالي منح معظم العقود المربحة لشركات أمريكية.
وسيكون للصندوق الجديد ذراع يديرها البنك الدولي للتركيزعلى إعادة البناء والاستثمارات وذراع أخرى تابعة للامم المتحدة للاهتمام بالقضايا الاجتماعية.
ويقول المسئولون في واشنطن إن الجانب الاكبر من المساهمات الامريكية سيقدم بصورة ثنائية. ونفى عنان زعم بعض الدبلوماسيين الاسبان بأن واشنطن ستتعهد بمبلغ 15 مليار دولار من إجمالي مساهمتها البالغة 20 مليارا للصندوق الجديد.
ونشرت السلطات الاسبانية نحو خمسة آلاف رجل شرطة لتوفير الحماية للوزراء وأعضاء الوفود المشاركة في المؤتمر من أكثر من 70 دولة وما يربو على 20 منظمة دولية و13 منظمة غير حكومية.
وبالتوازي مع المؤتمر يجتمع نحو 300 من ممثلي الشركات واتحادات رجال الاعمال مع المسئولين العراقيين لمناقشة فرص الاستثمار.
وطالبت الامم المتحدة ومجلس الحكم العراقي الدول الغنية بدفع المزيد لجمع مبلغ 55 مليار دولار لاعمار العراق الذي مزقته الحروب والعقوبات والعزلة.
وافتتح كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة المؤتمر الذي يستمر يومين في مدريد بدعوة الى الاسهام بالمزيد من الاموال وحذر من ان الخلاف بين الولايات المتحدة ومنتقديها على جدول زمني لاعادة السيادة للعراقيين من شأنه زيادة معاناة الشعب العراقي.
وقال في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر اناشد المانحين بالدفع والدفع بسخاء لتقديم هذه الاسهامات بالاضافة الى التعهدات القائمة. وأضاف في تصريح بدا واضحا انه يستهدف دولا مثل فرنسا التي قالت انها لن تتعهد بتقديم المزيد من الاموال حتى تعود السيادة على العراق للعراقيين كلنا نتطلع لتشكيل حكومة راقية ذات سيادة باسرع وقت ممكن لكن لا يمكن تأجيل بدء الاعمار حتى ذلك اليوم.
وتوخى منظمو المؤتمر بمن فيهم خوسيه ماريا ازنار رئيس وزراء اسبانيا الحذر فيما يتعلق باعلان مستويات مستهدفة للتعهدات بالاسهام في تمويل الاعمار لكن الوفود اشارت في احاديثها الخاصة عن محاولات لي ذراع الدول العازفة عن تقديم الاموال المطلوبة للعراق.
وتتخاذل بعض الدول التي عارضت الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على العراق عن المشاركة في تمويل الاعمار وقالت فرنسا والمانيا وروسيا انها غير مستعدة لتقديم اكثر مما تعهدت به بالفعل.
رؤساء الوفود المشاركة في مؤتمر المانحين