استرعى انتباهي مقال للكاتب الأمريكي توماس فريدمان في صحيفة النيويورك تايمز يوم 19 اكتوبر الجاري بعنوان (العرب المفكرون الشجعان). ولا شك أن فريدمان يتمتع بشعبية واسعة في الولايات المتحدة الأمريكية عامة وبين المثقفين من قراء صحيفة النيويورك تايمزخاصة، والتي تفرد عامودا كاملا لفريدمان يسرح ويمرح في مواضيع تأثير السياسة الأمريكية على الشئون الدولية تارة ويتهكم على تدني النمو بالعالم العربي تارة أخرى.
إلا أن مقاله الأخير هذا ضرب على أكثر من وتر حساس في آن واحد، ولا بأس من مراجعته بموضوعية من موقع الاصلاح الاجتماعي وبعيداً عن جلد الذات. يقول فريدمان ما يلي:
1ـ ان مجموع الناتـج الاجمالي المحلي لكل البلدان العربية مجتمعة أقل من الناتـج الاجمالي المحلي لدولة واحدة مثل اسبانيا.
2ـ يوجد 18 جهاز كمبيوتر لكل 1000 شخص في العالم العربي مقارنة بالمعدل في العالم وهو 78 جهازا لكل 1000 شخص.
3ـ نسبة من يستعملون الانترنت في العالم العربي لا تتجاوز 2 بالمائة.
4ـ عدد العلماء والمهندسين الذين يعملون بالبحث والتطوير في العالم العربي هو 371 شخصا من كل مليون مواطن، مقارنة بالمعدل في العالم وهو 979 مهندسا لكل مليون شخص.
5ـ بالرغم من أن عدد سكان الدول العربية يمثل 5% من مجموع عدد سكان العالم، إلا أن العالم العربي ينتج 1% من مجموع الكتب في العالم.
6. بين عام 1995 و 1996 هاجر قرابة 25% من خريجي الجامعات العربية للخارج كما هاجر 15000 طبيب إلى خارج العالم العربي من عام 1998 الى عام 2000م.
الذي لم يقله فريدمان - والواجب الاقرار به - هو أن الدخل الحقيقي للمواطن العربي انخفض إلى 13% فقط من دخل المواطن في منطقة منظمة التعاون والتنمية، كما أن ارتفاع نسبة الأمية وانحسار فرص التعليم أدت إلى بطء مسيرة التنمية. وإذا استمر الحال على ما هو عليه فيحتاج العربي إلى 140 سنة ليضاعف دخله في حين يستطيع المواطن في مناطق أخرى من العالم مضاعفة دخله مرة كل عشر سنوات.
المخجل والمحبط ان نصف سكان العالم العربي يعيشون تحت وطأة الفقر بمعدل دخل يومي لا يزيـد على دولارين فقط.
*عضو جمعية الاقتصاد السعودية