أخبار متعلقة
يعتز عبدالله أحمد مبارك الحمل بانتمائه إلى حي السياسب في مدينة المبزر، هذا الحي العريق، الذي يتميز بالنخوة والرجولة، والذي عاصر فيه عدة ذكريات جميلة، أبرزها زيارة المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز (رحمه الله)، الذي سار وسط الناس، وصافح الفقير والغني.
فضل الحمل العمل في البناء والزراعة على الالتحاق بشركة أرامكو، التي كان دخوله متاحا له، التي لا يرى أنها كل شيء. وهو يروي في هذا الحوار معايشته لسنوات الكد والشاق.
حي السياسيب أين ولدت؟
- ولدت في مدينة المبرز بحي السياسيب الحي العريق، الذي عرف بوجود عدد من العوائل المعروفة، وهو مشهور ( بأهل العليا) وفيهم النخوة والرجولة وإكرام الضيف. كم عمر هذا الحي؟
- يعتبر حي السياسب من الأحياء القديمة فاجدادي وجدوا هنا، وكما يذكر لي والدي أن هذا الحي وجد أيام الأتراك، وعمره حوالي 100 سنة، ويحمل في طياته عبق الماضي والحاضر معاً، ومازالت أتمسك به لأن أهله يحملون الحب والتراحم بينهم. وهل تتذكر من هم جيرانكم في ذلك الوقت؟
- أتذكر منهم القريبين من منزلنا، وهم علي الفجري، وسعد ومبارك الربيعة، وأحمد المحيسن وغيرهم كثير. وماذا عن طفولتك؟
- في البداية تربيت عند والدي ووالدتي رحمهما الله، حتى وصل عمري حوالي 7 سنوات فانتقلت إلى بيت والدي لأمي جاسم السليم، الذي لم يكن لديه أولاد، ونزلت عنده حتى وصل عمري 30 عاماً وكنت أتردد بين وقت وآخر على والدي أتفقدهما.
العمل في الزراعة ماذا عن الدراسة والعمل؟
- درست القرآن الكريم لدى المطوع، ولكنني فضلت العمل في الزراعة، وكان المجال مفتوحاً للعمل مع أكثر من شخص، حيث عملت في مزارع الحسين والشيخ عبد الرحمن محمد المجبل. وكم كانت الأجرة؟
- أجرة العمل في المزارع هي اما أن تكون تمرا أو رزا حساويا، وهو أمر كان متعارفاً عليه، ومن هنا يمكن الاستفادة منه اما ببيعه والاستفادة من النقود أو أكله، فالأرز الحساوي كان غالباً في ذلك الوقت وأيضاً اليوم. وماذا عن أرامكو؟
- أرامكو كانت تبحث عن العمال السعوديين للعمل في الشركة، إلا أن أنني فضلت العمل في الزراعة والبناء أيضاً والحياة ليست كلها أرامكو، وأيضاً الرزق فلا يدري الإنسان أين سيكون.
بناء المنازل وهل استمريت في العمل بالزراعة؟
- لم استمر في العمل بالزراعة، وفضلت العمل في مجال البناء، وأتذكر أنه لم يكن يوجد في حي السياسب إلا منازل معدودة، حيث توفر في ذلك الوقت الطابوق. وكم يستغرق بناء المنزل؟
- من شهر إلى شهرين، طبعاً إذا كان المنزل صغيراً، وكنا نعمل بجد واخلاص مع أستاذ البناء، وهو يراقب كل حركة نقوم بها وكنا نردد بعض الأراجيز الشعبية. ومن هم الأشخاص الذين عملوا معك؟
- أتذكر أن عدد الأشخاص الذين كانوا يعملون في مجال البناء 10 عمال ومنهم إبراهيم الفرحان وعيد الفرحان وعيسى بن هندي. وماذا عن الأجر؟
- كان الأجر يوميا ومقداره 5 ريالات فقط نعمل ليلاً ونهاراً، وكنا نحس بقيمة القرش والريال. ذكرت لي وقبل الحوار أن الملك فيصل زار حي السياسب في المبرز؟
- نعم هذا صحيح، فقد قام " رحمه الله" بزيارة للحي، بعد دعوة من قبل عدد من الرجال المعروفين، وأتذكر أن الزيارة تمت ابان افتتاح مشروع الري والصرف بالأحساء، حيث جاء للحي لزيارة الشيخ محمد العبد القادر وأحمد الشباط والد الكاتب المعروف أحمد الشباط، حيث شاهدته يمشي وسط الحي وعدد من الرجال حوله، وكان يسلم على الجميع " رحمه الله" فلقد كان يتمتع بحب جم وتقدير للفقير والغني، وعموماً الزيارة سببت لنا أبناء الحي ارتياحاً لما عرف عن الملك من تواضع وحب للناس. قلت في بداية الحوار انك مكثت عند جدك جاسم السليم حتى بلغت 30 سنة؟ ماذا كنت تعمل؟
- بعد أن بلغت 30 سنة عدت إلى والدي وجلست معي أخوتي، وكما ذكرت عملت في الزراعة والبناء، وأيضاً في السوق في عدد من الأعمال الحرة، وتزوجت من بنت عمي صالح الشريدي وكان لي منها عدد من الأولاد، هم سامي أحمد، محمد، يوسف و3 بنات ولله الحمد. حي السياسب من الأحياء العريقة من كان عمدة الحي في ذلك الوقت؟
- في ذلك الوقت كان باشا السعدون عمدة الحي ومازال من عائلة السعدون من يتسلم زمام العمودية حيث ان عبد الله السعدون هو عمدة الحي حتى الآن، وقد عرف عنه مساعدة الغير وحب الرجال.
دكة السياسب كيف تقضي وقتك بعد أن تركت العمل؟
- لا يمكن لي إلا أن ألتقي بالأصدقاء والأخوة الذين عرفتهم من خلال الجلوس عند دكة الحي المعروفة، ودائماً أتبادل معهم الحديث عن الماضي والحاضر، نجتمع يومياً من بعد صلاة العصر حتى المغرب. وما رأيك في جيل اليوم؟
- جيل اليوم لم يشق كثيراً مثلنا، حيث عملنا على تكوين أنفسنا بأنفسنا، عصرنا اليوم الصعب والحلو معاً، حتى تعبنا واستطعنا أن نكون أنفسنا،وأتمنى من الله أن يحفظهم من كل شر وأن يعينهم على أنفسهم.
مع اصدقائه على دكة السياسب
الحمل يتحدث للمحرر