هل يتأثر وزن الذهب عندما يتم غسله وتلميعه لدى الصائغ؟ اذا كان الجوب بالايجاب فهل من حق الصائغ ان يحتفظ بالجزء الضائع من وزن القطعة الذهبية؟
لا يعلم المستهلك في معظم الاحوال ان اجراء اى نوع من انواع الجلي والتنظيف على القطع الذهبية يقود الى فقدان جزء من الوزن الحقيقي سواء تم هذا العمل بواسطة الفرشة اليدوية او الجلي بواسطة الآلة.
ويؤكد عدد من الصاغة هذه الحقيقة مشيرين الى ان كيلو الذهب ينقص نحو سبعة جرامات - في العادة- عندما تعاد صياغة الذهب بواسطة المصنع، وعادة ما يكون الذهب المزمع تصنيعه في شكل ذهب مكسور - او مستعمل- وهو ما يتم شراؤه من الزبون الذي يرغب في ذلك حسب سعر السوق.
اسرار احمد- عامل في مجال نظافة الذهب واصلاحه اوضح ان الجرامات السبعة المفقودة من الكيلو يأخذها المصنع باتفاق مع الصائغ اى ان هذا الامر يتم بمعرفة الصائغ نفسه، ويشير الى ان الذهب لا يرمى منه شىء كبقية المعادن ففاقد الذهب يسمى (تراب الذهب) وكلما كانت القطعة دقيقة وراقية زاد الفاقد منها، ويتراكم الفاقد بمرور الايام فيتم جمعه من المحلات - التي يكون لها جناح للاصلاح- في شكل برادة ويعاد تصنيعها.
ويقول دلشان احمد- فني اصلاح ذهب ان الذهب الخاص بالزبون كالاساور مثلا يتم اصلاحها بطريقة قد تتطلب عمل صنفرة، مما يقود لاخراج برادة منها لا تتعدى نسبتها 0.02 بالمائة من الوزن الاصلي وعادة لا تتعدى قيمتها خمسة ريالات، وهذا لا اعتقد انه يغضب الزبون، ويزيد بان المحل لا يستطيع ان يجمع سوى مليجرامين كل اسبوع وهذه الزوائد يحصل عليها المصنع ولا يستفيد الا عندما تكون الكميات كبيرة وتغرى لاعادة التصنيع اما المحلات فهي لا تحصل على الكثير وهذه الكميات غير مغرية لاعادة تصنيعها فيتم جمعها ورميها مع التراب.
ويشير بعض الصاغة الى ان ما يخرج من الذهب اثناء عمليات الاصلاح او النظافة شىء لا يذكر، غير ان هذا لا يعفي الفنى من ضرورة اعلام اصحاب الذهب بالكمية المهدرة مهما كانت قليلة لانها من حقوقهم. علام عبدالله على- صاحب محل لبيع الذهب يقول ان هذا العمل يتم عبر اتفاق بين الزبون وصاحب المحل ويكون السؤال: هل يريد الاصلاح ببرادة او بدونها؟!
فمثلا قطعة وزنها 10 جرامات فقدت جراما واحدا بعد الاصلاح يعود الحق فيه لضمير صاحب المحل وذمته، هل يعيدها له او يتفق مع الزبون على اعادة قيمتها له.
وكشف علام عبدالله- عن اشخاص امتهنوا جمع برادة - تراب- الذهب اذ تباع الجرامات العشرة منها بمبلغ 400 ريال وتجمع من نحو 10 زبائن بواقع جرام من كل زبون.
العديد من المستهلكين - بل جلهم - اكدوا عدم علمهم بفاقد الذهب اذ انهم يتركون الأمر لأمانة وتقدير صاحب المحل او العاملين فيه.
الصاغة - بشكل عام - ينتظرون موسم الشراء الذي يبدأ خلال هذا الشهر الكريم لجني الارباح من بيع اكبر كميات ممكنة من المعدن النفيس، لكن المستهلك يأمل ان يستصحبوا روحانيات الشهر الفضيل بعدم اهدار حقوق الناس.