قال راديو إسرائيل امس إنه بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من الجمود الكامل في عملية السلام جددت إسرائيل اتصالاتها مع الفلسطينيين. وأفاد التقرير بأن وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز سيلتقي مع مسئولين فلسطينيين كبار مطلع الاسبوع القادم. ونقل الراديو عن مسئول حكومي كبير في القدس قوله إن إسرائيل ستتخذ خطوات لتمكين رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع من تدعيم حكومته لكنها لن تقدم على حلول وسط بشأن المسائل الامنية.
ويأتي هذا النبأ بعد أن قال رئيس الوزراء الاسرائيلي آرئيل شارون امس الاول في تل أبيب إن إسرائيل لديها الرغبة في استئناف المباحثات مع الفلسطينيين ونقل عنه قوله (إسرائيل تقف على أعتاب فرصة جديدة).
من جانبها اكدت مصادر فلسطينية امس وجود اتصالات مع الجانب الاسرائيلي مشيرة الى انها لم تحقق نتيجة حتى الآن داعية الى الالتزام بخارطة الطريق.
وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات : ان الاتصالات مع الجانب الاسرائيلي موجودة لكنها من دون نتيجة حتى الآن مشددا على ان المطلوب ليس الاتصالات وانما وقف العدوان الاسرائيلي باشكاله والعودة الى طاولة المفاوضات والالتزام بخارطة الطريق. واعتبر ابو ردينة ان تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون حول وجود اتصالات مع الجانب الفلسطيني هي للاستهلاك المحلي وليست جدية ، وتابع : عندما يتوقف العدوان وتلتزم اسرائيل بتنفيذ خارطة الطريق سيجدون ان السلطة الفلسطينية مستعدة للمفاوضات والاتصالات.
من جهته صرح الوزير في الحكومة الفلسطينية صائب عريقات ان السلطة الفلسطينية ليست ضد استئناف المفاوضات ،ان هناك خارطة الطريق بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي والتي يجب ان تنفذ بدقة وامانة بعيدا عن الاشتراطات الاسرائيلية خاصة وقف الاستيطان والجدار العنصري،
داعيا الى وقف العنف بشكل متبادل ، مشيرا ان المفتاح للبدء في التنفيذ هو ما يختص بوقف العنف من قبل الاسرائيليين ضد الشعب الفلسطيني في اي مكان ووقف العنف من الفلسطينيين ضد الاسرائيليين في اي مكان.
وكان شارون تحدث مساء الخميس عن اتصالات مع الفلسطينيين، لكن ليس مع رئيس الوزراء احمد قريع، كما ذكرت الاذاعة العامة الاسرائيلية.
وقال شارون لرجال اعمال في تل ابيب هناك اتصالات انما ليس على مستوى رؤساء الوزراء بناء على طلب الفلسطينيين الذين يعتبرون ان على احمد قريع تقوية موقعه قبل كل شيء،مؤكدا ان اسرائيل مستعدة للتفاوض في اي وقت.
يذكر ان المباحثات الاسرائيلية-الفلسطينية توقفت عقب هجوم وقع في 19 من آب/أغسطس على حافلة بالقدس وأسفر عن مقتل ما يربو على عشرين شخصا.
من جانبها أكدت الولايات المتحدة الأمريكية انها ملتزمة بخطة خريطة الطريق القاضية بحل النزاع بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ريتشارد باوشر في ايجاز للصحفيين اننا نتوقع من الاسرائيليين والفلسطينيين الوفاء بالتزاماتهم التى قطعوها امام الرئيس وتلك المتعلقة بخطة خريطة الطريق.
وتأتي تصريحات باوشر على الرغم من غياب المبعوث الامريكى الى الشرق الاوسط جون وولف عن المنطقة مدة شهر وسحب عدد من مساعدى وولف وتخفيض الميزانية الامريكية المخصصة لعملية السلام فى المنطقة ، الا ان باوتشر قال نحن قادرون وبسرعة على ان نعيد مبعوثينا الى الشرق الأوسط في حال توافرت الظروف المناسبة والفرص التي من شأنها ان تساهم في تقدم الفلسطينيين والاسرائيليين الى الامام.