ان من اكثر المنغصات التي يمكن ان يشعر بها المرء عندما يذهب الى الكورنيش او عندما يتجول في الاسواق الخارجية هو ذلك الكم من الدراجات النارية التي بات وجودها وازدياد اعدادها يشكل هاجسا مزعجا للكثير من الناس، حيث انها صغيرة في حجمها مؤذية في مقدار الازعاج الذي تخلفه من ورائها وهي تعيش في الشوارع عبثا. وفي اعتقادي ان استخدام هذه الدراجات في مجتمعنا له من المساوئ ما هو اكثر بكثير من المحاسن التي يمكن ان تنجم عن استخدامها، ويكمن اختصارها في النقاط التالية :
اولا : انها اصبحت اداة فعالة بالنسبة الى ضعاف النفوس من اللصوص الذين يستخدمونها لسرقة الحقائب المتدلية من على اكتاف النساء، حيث انهم يقومون بالتركيز على المرأة التي تظهر حقيبتها ويتابعونها الى ان تصل الى مكان ضيق نسبيا او خال من المارة ومن ثم يقومون بمباغتتها واختطاف الحقيبة من على كتفها بشكل سريع وبسبب حجم الدراجة الصغير وسرعتها النسبية يمكنها ان تختفي عن الانظار في ثوان وفي اماكن ضيقة يصعب على السيارة الوصول اليها.
ثانيا : انها اصبحت وسيلة لازعاج وترويع الناس الآمنين مع عائلاتهم واطفالهم خصوصا في الواجهات البحرية حيث يذهب الناس الى هناك لكي يأخذوا قسطا من الراحة ويلعبوا ويلهوا مع صغارهم، وقد رأيت بعيني في اكثر من مرة طفلا صغيرا يدهس على الممشى الاسمنتي المحاذي للصخور البحرية في الكورنيش لا لسبب اكثر من كونه وقع فريسة لولد مستهتر لا يهمه الا الاستعراض بين الناس ولا يكترث لراحة او سلامة الآخرين.
ثالثا : انها وبسبب رخصها وسهولة الحصول عليها اصبحت في متناول يد الكثير من الاطفال وبعضهم دون العاشرة من العمر، حيث اننا نرى الكثير منهم وهم يقودون دراجاتهم دون اعارة اي اهتمام لابسط القواعد المرورية كقطع الاشارات المرورية او التجاوزات الخاطئة (الخطيرة) وتراهم يمرون من بين السيارات الواقفة في الاشارات المرورية وكثيرا ما يصيبون بأجسامهم مرايات السيارة الجانبية او يحدثون بعض الخدوش بمقود الدراجة في جسم السيارة هذا بالاضافة الى الاصوات المزعجة التي يصدرونها من دراجاتهم عمدا لاثارة الهلع لدى الناس.
رابعا : ان اكثر قائديها هم من الطلاب المراهقين في السنوات الحرجة من اعمارهم، حيث ان هذه الدراجة اصبحت لهم خير وسيلة لاضاعة الوقت وبذلك تأثر بلاشك على مسيرتهم الدراسية لسبب بسيط وهو انها تجعلهم يقضون الكثير من الوقت خارج منازلهم.
خامسا : ربما تكون هذه الدراجة سبب للتعرف على رفقاء السوء حيث اننا نلاحظ في الكثير من الاحيان - خصوصا في وقت المناسبات - انهم يسيرون في جماعات ويمكنك من خلال نظرة فاحصة الى اشكالهم وملابسهم وتسريحات شعورهم (الغريبة) ان تصل الى نتيجة حتمية ألا وهي انهم (غير مؤدبين) وذلك بسبب سلوكهم الاهوج في القيادة والمظهر على حد سواء مما قد يؤثر سلبا على سمعة الناس (الأسوياء) منهم.
سادسا : انها خطيرة فكم من واحد منهم قضى نحبه بسبب السرعة الجنونية وعدم التزامه بلباس خوذة السلامة او الملابس الرياضية الصحيحة، فلا شك في انكم قد رأيتم بعضهم وهم يقومون بحركات بهلوانية استعراضية خطيرة كأن يقوموا بقيادة الدراجة على عجلة واحدة وبسرعة فائقة وفي اماكن مزدحمة بالسيارات والناس.
سابعا : بالاضافة الى الاصوات المزعجة التي تصدرها هذه الدراجات فهي ايضا تصدر الادخنة المضرة التي بدورها تلوث الجو وتجعل له رائحة كريهة، وهم بذلك لا يزعجون المارة ومرتادي الكورنيش فقط بل يتعدون ذلك حيث يصل ازعاجهم الى الناس في بيوتهم خصوصا في وقت الشتاء حيث تكون الاجواء هادئة بسبب عدم تشغيل المكيفات. ومن خلال ما ذكر اعلاه يمكننا رؤية سلبيات هذه الدراجات عن كثب وتفاقم مشاكلها وازديادها يوما بعد يوم، اتمنى من ادارات المرور ان يقوموا بدور اكثر ايجابية وان يكونوا اكثر حزما مع هؤلاء المستهترين عن طريق تنظيم آلية صارمة (كما في السابق) ووضع ضوابط لقيادة هذه الدراجات وتحديد سنن معينة لقيادتها والالتزام به هذا بالاضافة الى وجوب استخراج رخص قيادة لها وذلك لغرض الحد من هذه السلبيات. وفي اعتقادي ان الجزء الاهم من المسئولية في هذا الموضوع يقع على عاتق اولياء الامور الذين سمحوا اساسا لفلذات اكبادهم بأن يقودوا هذه الدراجات وان يعرضوا حياتهم وحياة الآخرين للازعاج والخطر.. فهل من اذن تسمع؟ رائد عبدالعزيز القديحي