حال الخلاف على السلطة بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس وزرائه احمد قريع دون تشكيل حكومة جديدة امس الثلاثاء.
وكان من المقرر ان ينتهي بحلول منتصف الليلة الماضية التفويض لمدة شهر الذي شكل بموجبه قريع حكومة طواريء مصغرة.
ومدد عرفات امس التفويض باعتباره الحكومة الحالية المؤلفة من ثمانية اعضاء حكومة تسيير للاعمال الى حين تشكيل الحكومة الجديدة.
وقال نبيل ابو ردينة مستشار عرفات لرويترز طلب الرئيس عرفات من قريع الاستمرار بعمله واعتبار الحكومة الحالية حكومة تسيير للاعمال الى حين تشكيل الحكومة الجديدة وعرضها على المجلس التشريعي لنيل الثقة.
وقال قريع للصحفيين ان المجلس التشريعي الفلسطيني سيعقد جلسة الاسبوع المقبل للتصويت على الثقة مضيفا انه ما زالت هناك مشكلة حول تعيين وزير للداخلية.
وقريع على خلاف مع عرفات حول اقتسام سلطات الامن. ويعارض عرفات ترشيح قريع لنصر يوسف لمنصب وزير الداخلية مع منحه السلطة على قوات الامن.
وتكهن صائب عريقات الوزير بالحكومة الحالية بأن الحكومة ستقوم بتسيير الاعمال لمدة يومين او ثلاثة او اسبوع بحد اقصى.
ويقوم مسؤولون فلسطينيون بمحاولات للتغلب على الخلافات بين عرفات وقريع والتي تعرقل تشكيل حكومة فلسطينية جديدة يمكن ان تحيي خطوات احلال السلام مع اسرائيل.
والفشل في تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة قد يزيد من الازمة السياسية الفلسطينية ويعطل المحادثات على أعلى مستوى التي اقترح رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ان تبدأ بهدف احياء خطة خارطة الطريق التي تدعمها الولايات المتحدة لاحلال السلام.
وقال حسن أبو لبدة مدير مكتب قريع ان رئيس الوزراء الفلسطيني يرغب في ان تتمتع وزارة الداخلية باعتمادات أمنية اذ ان أولى مهامها ستكون اقناع النشطين بالموافقة على هدنة مع اسرائيل.
وتعتمد جهود احياء خطة خارطة الطريق لاحلال السلام والتي صاغتها اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة بشكل جزئي على تشكيل قريع لحكومة مستقرة. وبتشكيل حكومة دائمة يكون قريع قد نفذ مطلبا رئيسيا في خطة خارطة الطريق التي تدعمها الولايات المتحدة لاحلال السلام والتي تتضمن ايضا دعوات باجراء اصلاحات فلسطينية وقمع هجمات النشطين ضد اسرائيل.
وبالرغم من التوترات الا ان مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين استأنفوا بهدوء مناقشات من وراء الكواليس في الاسابيع الاخيرة.
وذكرت صحيفة هآرتس ان هناك تعاونا متزايدا ايضا بين جهاز الامن الداخلي (شين بيت) وخدمات الامن الفلسطينية للحيلولة دون وقوع هجمات في اسرائيل. وقال شارون في مطلع الاسبوع انه مستعد للتفاوض مع قريع بمجرد ان يعزز منصبه وأشار قريع ردا على ذلك الى انه مستعد لعقد مثل هذا الاجتماع.