قوبلت دعوة الرئيس الامريكي جورج بوش إلى توسيع الديمقراطية في الشرق الاوسط بانتقادات شديدة من معلقين عرب اتهموه بتجاهل احتلال إسرائيل للمناطق الفلسطينية، فقد تساءل خالد المعينة رئيس تحرير صحيفة (اراب نيوز) التي تصدر باللغة الانجليزية في السعودية كيف يمكن لبوش ان يدعو الى حريات اكبر في حين يتجاهل احتلال اسرائيل للمناطق الفلسطينية، مضيفا " اننا في العالم العربي نعتقد انه اذا جاءت الحرية والديمقراطية الى المنطقة فانها يجب ان تأتي الى الجميع وليس الى مجموعة مختارة ، فنحن نطالب بالحرية والديمقراطية للشعب الفلسطيني وعندئذ فانها "تعليقات بوش" ستكون لها مصداقية.
ورد الوزير الفلسطيني صائب عريقات على كلمة بوش بان حث الرئيس الامريكي على تأكيد رؤيته للديمقراطية في الشرق الأوسط بمساعدة الفلسطينيين على اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة، بقوله إننا نحاول اجراء هذه الانتخابات منذ فترة طويلة لكننا فشلنا بسبب الاحتلال الاسرائيلي ونأمل ان يساعدنا الرئيس بوش في ايجاد الظروف المناسبة لاجراء هذه الانتخابات تحت اشرافه وتحت اشراف المجتمع الدولي.
وكانت السلطة الفلسطينية قد تراجعت عن وعد لاجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في يناير الماضي قائلة إن من المتعذر اجراؤها بينما الجنود الاسرائيليون يسيطرون على مناطق فلسطينية كانت في السابق تحت الحكم الذاتي الفلسطيني، الا ان دوري جولد مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون قال في تعليقات بعد ان وجه بوش كلمته ان السلطة الفلسطينية حولت مرارا خريطة الطريق وهي خطة سلام ترعاها الولايات المتحدة الى طريق مملوء بالعقبات بفشلها في تبني الاصلاحات الديمقراطية والاجراءات الامنية اللازمة للتحرك قدما نحو السلام. من جهته تعهد رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع يوم الاثنين الماضي باجراء الانتخابات في يونيو القادم في خطوة تفي بمطلب دولي ومحلي للاصلاح.
وفي الولايات المتحدة عبر دبلوماسيون ومعلقون عرب ايضا عن شعورهم بان تعليقات بوش لن تلقى اهتماما كبيرا في الشرق الاوسط لان ادارته اثارت مشاعر العداء لها في المنطقة بغزوها العراق ودعمها اسرائيل.
وقال شبلي تلحمي وهو خبير في شؤون الشرق الاوسط بجامعة ماريلاند ان اكبر مشكلة يواجهها بوش انه بعد مرور ثلاث سنوات عليه في المنصب فان العرب لا يثقون فيه، مؤكدا على اننا عندما لا نثق في البائع فانك لا تثق في السلعة حتى لو كانت سلعة جيدة.
وعاب احسان ابو حليقة وهو خبير اقتصادي وعضو في مجلس الشورى السعودي على ادارة بوش انها تحاول ان تملي على دول الشرق الأوسط كيفية ادارة شؤونها.
وقال ان من الافضل لبوش ان يضرب مثلا في العراق وينقل السلطة في البلاد من الادارة التي تقودها الولايات المتحدة الى الشعب العراقي.
وفي مصر قال محمد السيد سعيد نائب مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية التابع لصحيفة الأهرام ان دعوة بوش الى الديمقراطية في الشرق الاوسط مشروعة، الا انه اثار كثيرا من عدم الثقة في المنطقة بسبب ما يعتبره العرب دعما غير عادل لاسرائيل واحتلال العراق مما قد يجعل دعواه تضعف موقف الديمقراطيين الحقيقيين في الشرق الاوسط.
وكان الرئيس الامريكي جورج بوش قد وجه تحديا مباشرا الى كل من ايران وسوريا ومصر في ان تتبنى الديمقراطية واصفا سياسة امريكا السابقة بدعم الزعماء العرب غير الديمقراطيين بانها فاشلة، داعيا الى ضرورة تطبيق الديمقراطية في انحاء الشرق الاوسط متسائلا في خطاب شامل عن السياسة الخارجية هل الشعوب في الشرق الاوسط بعيدة الى حد ما عن الوصول الى الحرية.