من أيسر التعاريف للابداع هو "العملية التي تؤدي إلى ابتكار أفكار جديدة، تكون مفيدة ومقبولة اجتماعياً عند التنفيذ" وهناك تعريف شامل للدكتور على الحمادي، أورده ضمن كتابه الأول من سلسلة الإبداع وهو التعريف التالي "هو مزيج من الخيال العلمي المرن، لتطوير فكرة قديمة، أو لإيجاد فكرة جديدة، مهما كانت الفكرة صغيرة، ينتج عنها إنتاج متميز غير مألوف، يمكن تطبيقه واستعماله" . الأفكار الجديدة الخارجة عن المألوف، والاستفادة، عناصر اساسية في اطلاق صفة الابداع، فاذا ما قام موظف بابتكار طريقة مبتكره لتخفيض التكاليف أو لتعزيز الإنتاج ، فتعتبر هذه الفكرة من الإبداع ، اما ان كانت مبتكرة وجديدة وتفتقد الى عنصر الاستفادة أو في مجال يجلب الدمار والضرر فذلك لا يسمى إبداعا بل تخريبا.
ويوضح الدكتور الحمادي، من هو المبدع؟ يظن بعض الناس أن الإنسان المبدع ولد هكذا مبدعاً، وهو مفهوم غير صحيح، وللاختصار أقول كل شخص يستطيع أن يبدع ويبتكر إلا من "يأبى"!كان أحد رجال الأعمال يقف في طابور طويل في احد المطارات، لاحظ الرجل أن أغلفة تذاكر السفر بيضاء خالية، ففكر في طباعة إعلانات على هذه المغلفات وتوزيع هذه الأغلفة مجاناً على شركات الطيران، وافقت شركات الطيران على هذا العرض، وتعاون رجل الأعمال مع مدير إحدى المطابع وتم هذا المشروع، والنتيجة أرباح بملايين الدولارات! الفكرة إبداعية وصغيرة، لكنها جديدة ولم يفكر فيها أحد من قبل، وصار لهذا الرجل زبائن من الشركات الكبرى في الولايات المتحدة.
واستوقفتني في هذه القراءة في كتاب الحمادي قوله " الا من يأبى"، وبالفعل ان الابداع يستحال لفئة تأبى ان تجهد نفسها في مسألة التفكير والابتكار على الرغم من توفر كل السبل والوسائل، المساعده على الابتكار.. والسؤال، لماذا تأبى فئة التفكير والابداع رغم تهيئة السبل لها للقيام بذلك الدور؟.