ما حدث من عمل إجرامي إرهابي شنيع بعد منتصف ليلة أمس الأول بالرياض فقتل فيه من قتل وأصيب من أصيب يدل بوضوح على أن تلك الفئة الارهابية الضالة لا تفرق بين عرب وأجانب أو بين أطفال ورجال أو بين مسلمين وغير مسلمين، فهمها الوحيد هو ايقاع أكبر قدر من القتلى والجرحى دون أهداف بعينها سوى ترويع الآمنين وقض مضاجعهم والعبث بأمن وسلامة هذا الوطن، وهم بذلك انما ينفذون تعليمات وأوامر رموزهم القابعين في جحورهم، ويملون ما يملون عن بعد، فتكون الفرائس هذه الشبيبة المؤتمرة بأوامرهم حيث غسلت عقول أفرادها بأفكار منحرفة ومتطرفة لا تمت إلى الاسلام بأي صلة.
لا ذنب لأولئك الأطفال فيما حدث، ولا ذنب لأي شخص أصيب في هذا الحادث الارهابي الذي يضاف الى بقية الحوادث الاجرامية التي ارتكبتها تلك الفئة الضالة دون وعي أو ادراك بما تقوم به، فهي مغيبة عن العقل تماما وترتكب ما ترتكبه بدافع التخريب والترويع والعبث بأرواح المسلمين دون أي وازع من ضمير، وهم يفعلون ذلك باسم الاسلام وهو بريء منهم ومن أعمالهم الدنيئة الخسيسة، وإلا كيف يفسرون ما ارتكبوه في أقدس الشهور وأحبها عند رب العزة والجلال؟
في الوقت الذي كان فيه المسلمون يستعدون لتناول السحور والبدء في يوم إيماني جديد من ايام شهرهم العظيم، وبعضهم كان يقرأ كتاب الله، وبعضهم كان منقطعا للعبادة في هذا الشهر يقع هذا الانفجار الارهابي الشنيع، ورغم ذلك تدعي رموز الارهاب ومن دار في فلكهم من تلك الفئات المضللة انهم متشبثون بتعاليم الاسلام ومبادئه السمحة، وهم يغالطون أنفسهم ويضحكون على ذقون المسلمين ويخادعونهم، فهم لا ينتمون الى الاسلام وفقا لنصوصه الواضحة التي تحرم الفساد في الأرض، وتحرم ترويع الآمنين، وتحرم قتل الأنفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق.. وإنما ينتمون الى شياطينهم من المفسدين في الأرض والحاقدين على الاسلام والمسلمين.
*رئيس محاكم المنطقة الشرقية المساعد