اثار تبني مجلس الشيوخ الاميركي فرض عقوبات على دمشق في اطار ما يعرف بقانون محاسبة سوريا انتقادات عربية واسعة، فيما اكدت لوكسمبورغ انه لن يؤثر في العلاقات السورية الاوروبية.. وصوت مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية 89 ومعارضة 4 على مشروع القانون الذي اقره مجلس النواب الشهر الماضي.
لكن النسخة التي أقرها مجلس الشيوخ تعطي للرئيس الاميركي جورج بوش صلاحية إلغاء العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية التي ستفرض على سوريا إذا وجد أن ذلك يخدم مصلحة الولايات المتحدة وان سوريا قد توقفت عن دعمها للارهاب.
وقال وزير الخارجية المصري أحمد ماهر إن تبني الكونغرس للقانون لا يخدم الرغبة في أن يسود الهدوء في المنطقة أو تحسين العلاقات بين دمشق وواشنطن.
وتوقع ماهر في تصريحات للصحفيين بالقاهرة أن يستخدم الرئيس الأميركي جورج بوش صلاحياته لتأجيل تنفيذ القانون إذا كان المرجو فعلا هو تحقيق المزيد من التعاون بين سوريا والولايات المتحدة تجاه العديد من القضايا الهامة.
وردا على سؤال عن إمكانية أن يشجع مثل هذا القانون إسرائيل على توجيه ضربة لسوريا قال ماهر أتصور أن أحدا لن يرتكب هذا الخطأ وإذا كان هناك خلافات فيمكن ويجب حلها عن طريق الحوار.
من ناحيته، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن أمله فى أن يتواصل الحوار بين سوريا والولايات المتحدة الأميركية. وتساءل موسى عن الدوافع وراء محاسبة سوريا.. وقال إن هناك أسباباً عدة تدعو إلى محاسبة إسرائيل على ما ترتكبه من أعمال. واعتبرت الخارجية الأردنية أن تشديد العقوبات على دمشق لا يساعد على ايجاد مناخ من الثقة في الشرق الأوسط.. واعتبر الرئيس اللبناني إميل لحود أن ضغوط اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة تقف وراء تشديد الكونغرس للعقوبات الاقتصادية والدبلوماسية على سوريا.
وقال لحود إن هذه الخطوة تتناقض مع الجهود المبذولة لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الأوسط.
وأضاف لحود أثناء استقباله وزيرة خارجية لوكسمبورغ ليدي بولفير أن الحوار الصريح، بعيدا عن الضغوط هو السبيل الوحيد لمعالجة المسائل العالقة.
وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) نقلت عن الوزيرة بولفير قولها خلال لقائها في وقت سابق مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع في دمشق أن هذا القانون لن يؤثر على العلاقات السورية الأوربية، مؤكدة ان الحوار هو الطريق الأفضل للتفاهم بين الدول على أساس الاحترام المتبادل.
من جهته قال الشرع حسب ما نقلت عنه الوكالة السورية ان منطقة الشرق الأوسط لن تنعم بالسلام والاستقرار الا بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة ووضع جدول زمني محدد لانهاء الاحتلال في العراق. وشدد الشرع على دور الأمم المتحدة وأهمية قيام الاتحاد الأوروبي بدور فاعل في هذا الاتجاه.. واعتبرت بولفير ان مباحثاتها مع الشرع كانت ممتازة واعربت عن املها في توقيع الشراكة بين سوريا والاتحاد الاوروبي باسرع وقت واستمرار الحوار البناء للوصول الى هذه الشراكة.
وقالت حسب ما نقلت عنها الوكالة السورية ان وجهات النظر كانت متفقة على انهاء المعاناة التي يعيشها الشعب العراقي وتمكينه من حكم نفسه بنفسه في ظل حكومة منتخبة تمثل جميع فئاته.
وكانت بولفير وصلت مساء الاربعاء الى دمشق قادمة من بيروت.
وقانون محاسبة سوريا واعادة السيادة الى لبنان يسمح للرئيس بوش بفرض قيود على الصادرات والاستثمارات الاميركية في سوريا وخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي الاميركي في دمشق وفرض قيود على حرية تنقل الدبلوماسيين السوريين في الولايات المتحدة.