حذر اكبر مسؤول في الشرطة البريطانية في تصريحات نقلتها صحيفة (التايمز) اللندنية من ان يستخدم ارهابيو القاعدة الاحتجاجات المناوئة للحرب لتهديد سلامة الرئيس الاميركي جورج بوش اثناء زيارته للندن الاسبوع المقبل. وقال هذا المسؤول الذي لم تكشف الصحيفة هويته (لسنا قلقين من قيام بعض المحتجين بالقاء فواكه عفنة على الرئيس بل مصدر قلقنا الآن هو العناصر الاكثر خطورة التي يمكن ان تتواجد هنا).
ويأتي تقرير الصحيفة بعد يوم من الاتهام الذي وجهه متظاهرون ضد الحرب للحكومة بانها تمنعهم من حقهم في التظاهر وسط لندن احتجاجا على زيارة بوش من 18 الى 21 نوفمبر.
وينوي تحالف اوقفوا الحرب وحركة نزع الاسلحة النووية والرابطة الاسلامية في بريطانيا تنظيم مسيرة بمشاركة مئة الف شخص في 20 تشرين الثاني/نوفمبر في المناطق المحيطة بالمباني الحكومية.
الا ان تحالف اوقفوا الحرب ذكر ان الشرطة قالت انه يمنع تنظيم اي تظاهرة تمر بساحة البرلمان ومنطقة وايت هول حيث تقع مقار معظم الوزارات في وسط العاصمة البريطانية. وقالت ليندسي جيرمان من تحالف اوقفوا الحرب انه من المثير للسخط ان اكثر ضيف غير مرحب به على الاطلاق في هذا البلد سيمنح حرية الحركة في الشوارع بينما تحرم حركة تمثل غالبية الرأي العام من حق الاحتجاج في المنطقة التي تمثل قلب الحكومة.
واضافت ان الشرطة تزعم ان الحظر يتعلق بأمر يحظر التظاهرات اثناء انعقاد البرلمان لكن تظاهرات سابقة سارت في هذا الطريق اثناء انعقاد البرلمان. وذكرت تقارير ان مخططين من البيت الابيض مارسوا ضغوطا على السلطات البريطانية لاغلاق معظم مناطق وسط لندن في عملية امنية كبرى اثناء زيارة بوش. وفي تصريحات نشرتها صحيفة التايمز، قال مصدر في الشرطة البريطانية (اسكتلنديارد) الاربعاء ان المطالب التي تقدمت بها اجهزة الامن الاميركية اصلا غير مقبولة على الاطلاق.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان الاميركيين كانوا يريدون تحويل لندن الى واشنطن صغيرة باغلاق الطرق على مدى اميال قبل مرور موكب الرئيس الاميركي بساعات وهذا غير مقبول هنا. وفي فبراير الماضي نظم حوالي مليون شخص مسيرة في شوارع لندن قبل الحرب على العراق في واحدة من اضخم الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة البريطانية. وسيحل بوش ضيفا على الملكة اليزابيت الثانية في قصر بكنغهام وسيجري محادثات مع حليفه المقرب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير. واظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه الثلاثاء ان غالبية البريطانيين يعتقدون ان بوش كان مخطئا فيما يتعلق بالعراق.
واعرب ستون في المئة من الذين شملهم الاستطلاع عن عدم موافقتهم على طريقة تعامل بوش مع المسألة العراقية، بينما عبر عشرون بالمئة عن رأي مخالف. وقال حوالى 49% ان العمل العسكري في العراق كان خطأ، مقابل 24% عبروا عن هذا الرأي في ابريل الماضي.