فيما يتعلق بالمرضى المصابين بالفشل الكلوي والذين يعالجون من عدم قدرة الكليتين على القيام بمهامهما واستخراج السموم والفضلات من الجسم ونظرا لوجود درجات متعددة للفشل الكلوي النهائي وهي الفشل الكلوي البسيط والمتوسط والشديد او مايسمى بمرحلة ماقبل الفشل الكلوي النهائي فان معظم هؤلاء المرضى لم يصلوا بعد الىمرحلة الغسيل الدموي او البريتوني وعادة ما يتناولون ادوية مختلفة لتنظيم ضغط الدم وادوية لعلاج فقر الدم وغيرها ولا مانع لهذه الفئة من المرضى من صيام الشهر المبارك حيث سيكون له فائدة باذن الله من حيث الاقلال من تناول البروتينات والتي عادة ماتؤثر سلبا على وظائف الكلى في هذه المراحل علما بانه لاحرج عليهم في عدم الصيام لاصابتهم بمرض مزمن اما عند وصول المريض الى المرحلة النهائية من الفشل الكلوي واحتياجه لبدائل عن وظائف عمل الكليتين من حيث الغسيل الدموي او البريتوني او زراعة الكلى فان امكانية صيامه تعتمد على الوضع الصحي في تلك المرحلة المرضية.
ان المرضى الذين يعالجون بالغسيل الكلوي الدموي وما زالت لديهم كميات بول جيدة ولايزيد وزنهم بين الجلسات فانه يفضل لهؤلاء المرضى الا يصوموا خاصة اذا وقع شهر رمضان اثناء الصيف.
اما مرضى الفشل الكلوي المتوذمين المتورمين بكميات عالية من السوائل في الجسم ولديهم زيادات كبيرة في الوزن بين جلسات غسيل الكلى نظرا لان كميات البول عندهم ضئيلة اضافة الى عدم تقيدهم بحمية الغذاء والسوائل لذا فانه لايوجد مانع من الصيام في الايام التي لا يجرون فيها عملية الغسيل الكلوي شريطة ان يكون افطارهم خفيفا وتدريجيا وخاليا من الملح والا يعرضوا انفسم لضيق التنفس.
اما بالنسبة للمرضى المعالجون بالغسيل البريتوني والذي يتم عن طريق وضع انبوب في بطن المريض ودخول وخروج محاليل خاصة لتصفية الجسم من السموم والفضلات ونظرا لاحتواء هذه المحاليل على سكريات وبكميات كبيرة لذا فانها تعتبر من مبطلات الصوم ويمكن لهؤلاء المرضى الافطار وتعويض ذلك بالطرق الشرعية المعروفة وتجدر الاشارة هنا الى ان هناك انواعا جديدة من الغسيل البريتوني والتي تستخدم ليلا اثناء النوم وهذه الفئة من المرضى يمكنهم الصوم اثناء النهار باذن الله.
اما فيما يتعلق بالمرضى الزارعين للكلى فلقد اجريت كثير من البحوث لدراسة تأثير الصوم على الكلى المزروعة وتأثير بعض الادوية على الكلى المرزوعة اثناء الصوم وقد اوصت بعض هذه الابحاث بان المريض الزارع يمكنه الصوم بعد السنة الاولى من الزراعة باذن الله على ان تكون وظائف الكلية المزروعة جيدة مع تنظيم تناول الادوية بالشكل الذي لايعرض الكلية لاي اذى.
وفي الختام وبمناسبة الشهر الكريم ابارك لجميع المرضى بالشهر الفضيل واوصيهم بالالتزام بالادوية الموصوفة واتباع ارشادات الطبيب المختص واستشارته حول امكانية الصوم حسب حالتهم ووضعهم الصحي سائلا المولى عز وجل ان يعيده عليهم بالصحة والعافية وكل عام وانتم بخير. د. ايمن كركر
استشاري امراض الكلى