DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

محمد عبدالعزيز السماعيل

محمد عبدالعزيز السماعيل

محمد عبدالعزيز السماعيل
أخبار متعلقة
 
هناك قسمان من النظر, الاول عقلي والثاني حسي, والفرق بينهما واضح جلي, فالنظر العقلي نمتاز به نحن بني البشر عن سائر المخلوقات, لأننا نفكر, ولنا عقول, والعقل هو ميزان الله في الأرض, اما النظر الحسي فنتساوى فيه مع سائر المخلوقات, فالحيوانات مثلا تستطيع ان تنظر الى زرقة السماء, ونور القمر, وجمال الخضرة, كما نراها نحن البشر, لكن الحيوانات لا تستمتع بها كما نستمتع بها, فنحن نمتاز عنها بأننا نستمتع برؤية هذه المناظر, ونستشف الجمال الكامن فيها, والحيوان يجذب الى الخضرة, لكي يأكلها, لا لكي يحس فتنتها, لذا حين نرى البعير في الصحراء, يأكل الاخضر واليابس, لا نظن انه رومانسي, مفتون بجمال خضرتها. يقول بعض المفكرين: ان حب الانسان للزهور والورود, يرجع الى نزوعه المادي, الكامن في داخله عندما كان - في الماضي, يأكل النبات, قبل ان يكتشف النار, ويشوي من اللحوم ما لذ منها وطاب, وهنا اتساءل: ما التفسير المنطقي لتصرفات اولئك الذين يفسدون جمال الحدائق العامة بعبثهم بخضرتها؟! انهم لا يأكلون, كما انهم لا يشعرون بفتنتها, بل انهم يقطعونها بأيديهم, ويسحقونها بأرجلهم, ويدنسونها بقاذوراتهم من علب المشروبات الغازية الفارغة, واعقاب السجائر, كأنهم بهذه التصرفات يكرهون كل شيء جميل ويعادونه, فهنا زجاجة ملقاة, وهناك علبة فارغة, او بقايا اطعمة, ولا اجد تفسيرا لذلك, سوى انهم في حاجة الى من يعلمهم كيف ينظرون نظرة عقلية لهذا الجمال. لا شك ان الانسان والحيوان يتماثلان في كل ما هو حسي, ولكن ميز الله سبحانه وتعالى الانسان (العاقل) بالعقل, وبالنظر العقلي, فهو تعالى ميزنا ومنحنا خاصية تخطي الظواهر الى الحقائق الكامنة وراءها, فمتى يكف هؤلاء عن تدمير الزهور والورود والخضرة؟! ومتى (يفكرون) ويكفون عن نظرة (البعير) الحسية, ومتى يتخلون عن النزعة المادية الكامنة في داخل الانسان البدائي؟! ومتى (يجربون) نظرتنا الرومانسية والعقلية, ليكتشفوا الحقائق الكامنة وراء هذا الجمال الذي يشكو من عبثهم؟!