رغم دخول الشتاء على استحياء هذا العام او بالأحرى تأخره بعض الشيء ـ مقارنة بالعام الماضي وما شهده الشهر الكريم من أجواء باردة وأمطار خير وبركة ـ إلا ان الغالب من المحال المعنية بالملابس الجاهزة وغيرها من المجمعات التجارية الأخرى أعلنت باكرا حالة الطوارىء وافرغت ما على ارففها من بقايا ملابس ربيعية وصيفية وأحلت محلها الملابس الشتوية لتعلن بذلك استعدادها لاستقبال متسوقي مستلزمات عيد الفطر المبارك ولا سيما ممن اعتادوا التسوق باكرا.
وجاء استعدادها ليواكب التطور الملحوظ على طبيعة الكثير من المتسوقين الذين باتوا أكثر وعيا وإدراكا للعبة التي ينسجها الغالبية من التجار مع بداية كل موسم تسوق والتي تتمثل في فرض البضائع الكاسدة والأسعار المرتفعة غير القابلة للتفاوض او المفاصلة ـ ما تعرف بسياسة الأمر الواقع ـ كون المتسوق في أواخر أيام الشهر الكريم مضطرا للشراء والدفع رغم أنفه اذا ما أراد مع أبنائه معايشة مناسبة العيد بملابس جديدة كما جرت عليه العادة.
ولا شك في ان الاستعداد مع المبكر لمثل هذه المناسبة الكريمة سواء من قبل التاجر او المستهلك على حد سواء يحقق للسوق حالة من الاستقرار ولعمليتي العرض والطلب حالة من الاتزان والمواكبة فضلا عن الحالة المستقرة التي يوفرها لحركة المرور التي غالبا ما تشهد حالة من الإرباك نتيجة الزحام المتزامن مع ظهور المتسوقين في أواخر أيام الشهر الكريم.
يقول فيصل عبدالرحمن السليمان: جئت للسوق باكرا وهي عادتي في كل مناسبة (وينصح المتسوقين ممن يجهلون خفايا السوق باتباعها) جاء لاستكمال شراء مستلزمات العيد لانه ـ كما ذكر ـ يفضل دائما تدبير الاحتياجات الأساسية لأفراد عائلته من ملابس واحذية بفترة كافية حتى يكون أمامه متسع من الوقت لاقتناء الأجود منها وبأسعار معقولة بدلا من انتظار الأيام الأخيرة من رمضان حيث تزدحم الأسواق مما يدفع بعض التجار الى استغلال الظروف في رفع اسعارهم او حتى عرض البضائع المتراكمة لديهم طوال العام وغير الجيدة للخلاص منها.
ويضيف: لاحظت هذا العام وجود بعض التخفيضات التي شملت معظم السلع وان كانت في نطاق محدود لانه من المعروف ان مثل هذه البضائع تتصاعد أسعارها يوما بعد يوم ولاسيما في مثل هذه المناسبة الكريمة لكن بوجه عام حين تقارنها بأسعار نفس السلع والمنتجات في الأعوام الماضية نجدها معقولة ولا تمثل عبئا على ميزانية العائلات.
مشيرا الى ان الكثير من العروضات المتاحة وما تمنحه من خصومات وأسعار تنافسية لجذب المستهلكين على الشراء ساهمت بصورة ملموسة في كسر حدة الأسعار وتنظيم آليتها.
ويؤكد: على أنه في كل الأحوال أن الاستعداد لشراء مستلزمات العيد سواء من المبلوسات او الهدايا او السلع الأخرى قبل حلول العيد بوقت كاف يحمي المستهلك من الاضرار الناجمة عن التزاحم ـ هذه الأيام ـ والوقوع في براثن ارتفاع الأسعار.
من جهتها قالت أم سلطان: على الرغم من وجود التنزيلات والعروضات التي لا تخلو منها واجهة محل على الإطلاق إلا ان الغالب من التجار لا يزالون يمارسون طرقهم غير الحضارية مع المستهلك حيث تجدهم يتعمدون مع ما يقومون به من عروضات مغرية ـ تخلو غالبا من المصداقية ـ الى اخفاء البضائع الجيدة خلال فترة عروضهم ويعرضون مستوى أقل بكثير من الجودة. وفيما يخص الأسعار لا تتفق أم سلطان بانها مناسبة.. فبعضها يبدو كذلك في الفترة الراهنة فحسب.. ولكن ـ والحديث لها ـ تبدأ المراهنة على المستهلك المغلوب على أمره مع نهاية النصف الأول من الشهر الكريم حيث تبدأ مرحلة جديدة من الأسعار تتعدى قيمة الشراء باضعاف الاضعاف.
والغريب ان كل تاجر يضع الأسعار كيفما يشاء وأحيانا نجد مغالاة في عرض السلع التي لا تتناسب أسعارها مع جودتها بما يعني فقدان الرقابة وإفساح المجال أمام البعض من التجار الذين يتعاملون مع مثل هذه المناسبة وتزاحم العائلات داخل الأسواق بنوع من الطمع والجشع وانتهاز الفرص للتخلص من بضائعهم الراكدة.
وقالت: ان الأسعار بشكل عام مرتفعة نسبيا خلال هذه الأيام ومن المتوقع ان تشهد حالة من الجنون المفرط خلال الأيام القادمة حيث استنفدت بعض الأسر ولا سيما ذات الدخل المحدود دخلها الى جانب مدخراتها طوال العام لمحاولة اسعاد ابنائها كبارا وصغارا وادخال الفرحة في نفوسهم خلال هذه المناسبة الكريمة.. لكن في كل الأحوال هذا شأن لا يعني الكثير من التجار الذين لا يراعون إلا مصالحهم ومطامعهم الذاتية.. كما ان اللجان المسؤولة عن حماية المستهلك اينما وجدت فهي لا تعدو كونها سلطة مع وقف التنفيذ اذ لا دور لها على الإطلاق والدليل على ذلك ما نشاهده بوضوح الشمس من تلاعب معلن في الأسعار دون تدخل يذكر من قبل هذه اللجان او اي جهة أخرى من شأنه تصحيح هذه المهزلة التي يعاني منها السوق والمستهلك معا. وتضيف: لا شك في ان الألبسة بشكل عام تأخذ حيزا كبيرا من مشترياتنا وخاصة ملابس الأبناء الذين يسعدهم ارتداء ثوب جديد كل أيام العيد أما أنا وزوجي فنترك أنفسنا ولا نشتري احتياجاتنا إلا بعد إرضاء الأبناء تماما وان كانت ملابس العيد الجديدة مطلبا حيويا للكبار مثل الصغار.. كما نستعد للعيد ايضا بشراء الحلوى وخاصة كعكة العيد الى جانب المواد الغذائية من خضار ولحوم وغيرها ونحاول زيادتها حيث نتجمع مع الأهل, والأصدقاء على مائدة العيد ونشعر بفرحة وبهجة اللقاء.