عزيزي رئيس التحرير
يحتار الانسان عندما يريد ان يعبر عن شعوره تجاه ما تقوم به تلك الفئة الباغية التي لا تراعي حرمة الله في شهر الله وفي مقدساته ولا تراعي طفولة بريئة ولا امرأة او رجلا, كل ما يهمها القتل من اجل القتل وزرع الخوف والهلع في النفوس البريئة واشاعة الفوضى وكأن ما يحدث حولنا لا يكفي ان يكون عبرة لمن يعتبر. واسمح لي ان اضرب مثلا لاحدث حدث في عالمنا العربي الاسلامي, العراق كان في امن وامان ورخاء قبل ان يمتد اليه سرطان الانقلابات من عام 1958م. وتسلط الاحزاب وما لاقاه ويلاقيه الى يومنا هذا. فهل تريد فئة البغي والقتل ان تتحول - لا سمح الله - ارض الرسالات وارض الامن الى فوضى وهتك للعرض لا لشيء سوى ارضاء الشيطان المسيطر على عقول تلك الفئة الباغية؟ لماذا هذا القتل المتعمد والتدمير الذي لا يخدم قضية؟ لماذا تيتيم الاطفال وترميل النساء واعاقة الاصحاء؟ امن اجل تحقيق مآرب او هدف شخصي؟ انتم تفعلون ما تفعلون وليس لكم هدف واضح والذين يسيرونكم عن بعد لهم اهدافهم الخاصة حتى ولو كان الوصل اليها على جثث الاطفال واشلاء الابرياء. أليس لديكم عقول تفكرون بها؟ أليس عندكم وازع من دين؟ انظروا وتبصروا لما يقوله المحرضون لكم لتخرجوا بنتيجة مفادها انهم يسعون لمصالح شخصية ضيقة لا علاقة للمجتمع السعودي بها, واليكم هذا المثال:
احد اركان المحرضين في (لندن) وفي مقابلة مع قناة الجزيرة وبعد احداث مكة المكرمة - اقدس ارض الله - قال ذلك المحرض ان ما حدث في مكة المكرمة محض اختلاق لان الاهداف المطلوبة غير موجودة في مكة المكرمة. فلماذا تقوم عصابته اي المحرض بعمليات في مكة؟ هنا نطرح عليه هذا السؤال: مجمع المحيا السكني هل كانت فيه قوات اجنبية؟ لماذا اذا اخترتموه هدفا لكم؟ ألم تروعكم صرخات الاطفال وفزع النساء وتطاير اشلاء الرجال؟ هل هناك دين سماوي او حتى قانون وضعي يبيح لكم القتل؟ ألم تقرأوا قوله تعالى: (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما أحيا الناس جميعا). وقوله (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها). عودوا الى رشدكم ولا يغرنكم الشيطان واتعظوا فقد جرب القتل من اجل القتل فئات ضالة في مصر والجزائر فماذا جنوا من تجنيهم؟!.
جريدة القدس العربي اثنت على التخطيط الدقيق الذي اوصل القتلة الى اهدافهم وتجاهل القائمون على تلك الجريدة ان الهدف الذي وصلت اليه عصابة الاجرام مجمع سكني مدني وليس ثكنة او قاعدة عسكرية والاهداف المدنية كثيرة وليس هناك دولة تدعي انها تستطيع منع المجرمين من الوصول الى منزل او حي والا اعتبر المجرم الارهابي العتيد شارون مخططا بارعا عندما يستطيع هدم العمارات السكنية على ساكنيها ويقتل الاطفال ويقتلع الاشجار ويعطل الحياة في بلدك فلسطين يا (مستر) عبدالباري عطوان! ثم ماذا بينك وبين شعوب الخليج لكي تقف هذا الموقف المخزي من شعب كان ومازال وسيظل وفيا للقضية الفلسطينية؟ ام ان ذلك رسم اقامتك في البلد الذي ضيع بلدك؟ ان اختيار المجرمين لاهداف سكنية مدنية دليل على افلاسهم وجبنهم ودليل على قدرة رجال الامن على دحرهم في اية مواجهة إن شاء الله فاستعد لتقبل العزاء فيهم. جمعة البشر - الاحساء