أوقف مجلس الحكم الانتقالي العراقي أمس بث قناة (العربية) الفضائية عن العمل في العراق بدعوى التحريض على العنف وهي تهمة رفضتها القناة بشكل قاطع مؤكدة التزامها بالموضوعية الاعلامية ومعلنة في نفس الوقت وقف بثها من العراق.
وقال رئيس المجلس جلال طالباني في مؤتمر صحفي: لقد قررنا منع (العربية) من العمل في العراق لبعض الوقت لأنها بثت تحريضا على القتل باسم صدام حسين.
واضاف: ان اعضاء المجلس سيرفعون قضية منفصلة ضد المحطة امام المحاكم العراقية مما سيشكل سابقة ضد وسيلة إعلام منذ الإطاحة بنظام صدام حسين في ابريل الماضي.
وبعيد ذلك اعلنت العربية أن الشرطة العراقية اغلقت مكتبها في بغداد. ورفضت القناة هذه الاتهامات في بيان اكدت فيه على أنها التزمت - ولا تزال في تغطيتها الاخبارية - سياسة محايدة وموضوعية ترتكز الى الدقة والامانة في نقل وجهات النظر المختلفة ازاء الحدث.
وتابع البيان: اننا نؤمن بأن الإعلام هو اولا واخيرا ناقل للحدث وليس صانعا له وان علاج العنف ان وجد في هذا البلد او ذاك يجب ان يتم بعلاج اسبابه وليس بمعاقبة وسائل الإعلام.
وعن التهمة ببث شريط تسجيل منسوب للرئيس العراقي صدام حسين قال البيان: ان وكالات الانباء الدولية وقنوات تلفزيونية عديدة اذاعته كاملا وان قناة العربية حذفت منه في نشراتها اللاحقة كل ما يمكن ان يكون فيه شبهة تحريض على العنف.
وقد أعلن مكتب العربية في بغداد وقف البث من العراق. وقام مدير المكتب وهاد يعقوب بالتوقيع على نص سلمه الى الشرطة العراقية تعهد فيه بعدم قيام مكتب القناة ببث أية مادة عن العراق.
ونقلت فرانس برس عنه تأكيده على الالتزام بالقرار حتى تسوية الامر بشكل قانوني، لافتا النظر الى ان الكثير من التحقيقات والموضوعات ستبث عبر العربية لكن مصدرها لن يكون مكتب قناة العربية في بغداد.
وذكرت (العربية) أن الشرطة العراقية دخلت مكتبها في بغداد ومعها قرار بإغلاقه ومصادرة ممتلكاته ومعداته الى ان تقدم المحطة تعهدا خطيا بعدم التحريض على العنف بعد الآن.
واضاف مراسل المحطة الذي كان يتحدث مباشرة من بغداد: انه بعد اصدار مثل هذا التعهد سيبحث مجلس الحكم الانتقالي مسألة اعادة فتح المكتب.
وكان وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد قد قال قبل يومين: ان امريكا تفكر في انشاء قناة فضائية عراقية لمواجهة ما وصفه بالتغطية المعادية من جانب قناتين اخباريتين عربيتين بارزتين.
وقال رامسفيلد خلال لقاء في (البنتاجون): في الوقت الحالي كما تعرفون ان اكثر محطتين تتمتعان بشعبية وهما العربية والجزيرة تعارضان بقوة التحالف وهما مؤيدتان لصدام حسين بمثل هذا الوضوح في حالة الجزيرة.