نجحت الضغوط البريطانية ضد رئيس زيمبابوي روبرت موجابي في تضييق الخناق عليه ومنعه من حضور اجتماع رؤساء حكومات الدول الاعضاء بالكومنولث والمقرر ان يعقد في العاصمة النيجيرية ابوجا في الفترة من الخامس الى الثامن من ديسمبر كانون الاول.
والمعروف ان موقابي يقود حملة افريقية واسعة تدعو الى استعادة الممتلكات الافريقية التي نهبتها بريطانيا والدول الافريقية خلال فترة الاحتلال والاسترقاق التي مارستها ضد الافارقة وفي مقدمتها استعادة الاراضي الخصبة في بلاده التي يستولى عليها حاليا الاقطاعيون الاوروبيون من احفاط المستعمرين وفي مقدمتهم البريطانيون الذين يحتلون افضل اراضي زيمبابوي بينما يعيش ابناء البلاد محشورين في مساحات ضيقة قاحلة لا تصلح للزراعة ويضطرون للعمل اجراء في اقطاعيات البيض باجر بخس.
وقد اضطر الرئيس النيجيري اولوسيجون اوباسانجو الذي يعقد الاجتماع في بلده الى عدم دعوة زيمبابوي.فقد ابلغ الصحفيين يوم الثلاثاء في مؤتمر صحفي في مقره قرب لاجوس: لن نوجه الدعوة لزيمبابوبي واذا لم تكن هناك دعوة فلن تحضر.
وتتعرض نيجيريا نفسها لضغوط كبيرة من الولايات المتحدة الامريكية وتدخل غير معلن في شئونها الداخلية كان آخره المطالبة بتسليم شارلس تايلور دكتاتور ليبيريا اللاجئ في نيجيريا لمحاكمته وتخصيص مبلغ ضخم لمن يلقي القبض عليه ويقوم بتسليمه. وكانت بريطانيا قد استطاعت اقناع دول الكومنولث لتعليق عضوية زيمبابوي بعد اتهامات للرئيس موجابي بالتلاعب في الانتخابات التي فاز فيها بفترة رئاسة جديدة العام الماضي في سعيها المعروف للتخلص منه وتنصيب زعيم المعارضة الذي تقول بعض الاوساط انه يتلقى دعما من البيض مقابل المحافظة على امتيازاتهم .
وضمن هذه الضغوط حذر رئيس وزراء استراليا التي مازالت خاضعة للتاج اسميا من إعادة قبول زيمبابوي في رابطة الكومنولث البريطانية
وكانت عضوية زيمبابوي في رابطة المستعمرات والاقاليم البريطانية السابقة قد علقت في مارس عام 2002 وسيناقش مستقبلها في اجتماع قمة لرؤساء الحكومات في نيجيريا الاسبوع المقبل.
وذكرت الاذاعة البريطانية امس أن بعض البلدان الافريقية تضغط لاعادة قبول زيمبابوي غير أن جون هاوارد رئيس الوزراء الاسترالي الذي يقود الحملة نيابة عن بريطانيا كرر مجددا على معارضة استراليا القوية زاعما أن ظروف زيمبابوي في ظل حكومة موجابي مازالت تزداد سوءا.
وكانت بريطانيا واستراليا ودول افريقية ومستعمرات سابقة خضعت لضغوط وتهديدات مؤثرة اضطرتها للموافقة العام الماضي على تعليق العضوية بعد أن أعيد انتخاب موجابي الذي اتهم حزبه الحاكم بتزوير الاصوات والترهيب والعنف ضد المرشحين المعارضين.
وقالت رئيسة وزراء نيوزيلندا احدى المستعمرات البريطانية السابقة هيلين كلارك إنها ستقاطع المؤتمر إذا حضره موجابي.
وذكر هاوارد ان إعادة قبول زيمبابوي دون تقدم ملموس نحو تلبية معايير الكومنولث لن يقوض فحسب مصداقية المنظمة ولكن أيضا سيجور بشكل واضح على تلك الدول التي تأخذ الخطوات الضرورية لتحقيق القيم الخاصة بالكومنولث.مما جعل الكثيرين يتساءلون عن هذه القيم التي تغض الطرف عن سلب ونهب اراضي المواطنين الافارقة وتحويلهم الى عمال سخرة اجراء في الاقطاعيات التي استولى عليها البيض في اكثر اقاليم زيمبايوي والكنغو وكينيا وزامبيا وناميبيا وجنوب افريقيا واستغلالها لانتاج المحاصيل التجارية كالبن والقطن والتبغ وقصب السكر على ضفاف الانهار والبحيرات العذبة فيما تطحن المجاعات سكان تلك البلدان بسبب نقص المحاصيل الغذائية والخضراوات التي تزرع في اراض قاحلة ضيقة يقتلها الجفاف وعدم توفر مياه الري الطبيعي.